الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تُقَدِّمُواْ بَيۡنَ يَدَيِ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦۖ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٞ} (1)

مقدمة السورة:

أخرج ابن الضريس و النحاس و ابن مردويه و البيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : نزلت سورة الحجرات بالمدينة .

و أخرج ابن مردويه عن ابن الزبير مثله .

أخرج البخاري وابن المنذر وابن مردويه عن عبد الله بن الزبير قال : قدم ركب من بني تميم على النبي صلى الله عليه وسلم فقال أبو بكر : أمر القعقاع بن معبد ، وقال عمر : بل أمر الأقرع بن حابس ، فقال أبو بكر ما أردت إلا خلافي ، فقال عمر : ما أردت خلافك ، فتماريا حتى ارتفعت أصواتهما ، فأنزل الله تعالى { يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله } حتى انقضت الآية .

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه وأبو نعيم في الحلية عن ابن عباس في قوله { لا تقدموا بين يدي الله ورسوله } قال : لا تقولوا خلاف الكتاب والسنة .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة قال : ذكر لنا أن ناساً كانوا يقولون : لو أنزل في كذا وكذا الوضع كذا وكذا ، فكره الله ذلك وقدم فيه .

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله { لا تقدموا بين يدي الله ورسوله } قال : نهوا أن يتكلموا بين يدي كلامه .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن الحسن رضي الله عنه أن ناساً ذبحوا قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم النحر ، فأمرهم أن يعيدوا ذبحاً فأنزل الله { يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله } .

وأخرج ابن أبي الدنيا في الأضاحي عن الحسن رضي الله عنه قال : ذبح رجل قبل الصلاة فنزلت .

وأخرج ابن مردويه عن جابر بن عبد الله في قوله { لا تقدموا بين يدي الله ورسوله } قال : لا تصوموا قبل أن يصوم نبيكم .

وأخرج ابن النجار في تاريخه عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان أناس يتقدمون بين يدي رمضان بصيام يعني يوماً أو يومين فأنزل الله تعالى { يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله } .

وأخرج الطبراني في الأوسط وابن مردويه عن عائشة رضي الله عنها أن ناساً كانوا يتقدمون الشهر فيصومون قبل النبي صلى الله عليه وسلم ، فأنزل الله { يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله } .

وأخرج سعيد بن منصور عن الضحاك أنه قرأ { لا تقدموا } .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في شعب الإِيمان عن مجاهد في قوله { لا تقدموا بين يدي الله ورسوله } قال : لا تفتاتوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء حتى يقضي الله على لسانه . قال الحفاظ : هذا التفسير على قراءة «تقدموا » بفتح التاء والدال .