تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{وَفِي خَلۡقِكُمۡ وَمَا يَبُثُّ مِن دَآبَّةٍ ءَايَٰتٞ لِّقَوۡمٖ يُوقِنُونَ} (4)

يبثّ : ينشر .

وكذلك في خلْق الناس على أحسنِ تقويم ، وما ينشرُ في الأرض من الدواب ، دلالات قوية واضحة { لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ } .

 
أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{وَفِي خَلۡقِكُمۡ وَمَا يَبُثُّ مِن دَآبَّةٍ ءَايَٰتٞ لِّقَوۡمٖ يُوقِنُونَ} (4)

شرح الكلمات

{ وفى خلقكم } : أي وفي خلقكم أيها الناس وتركيب أعضائكم وسلامة بنيانكم .

{ وما بث من دابة } : أي وما خلق ونشر من أنواع الدواب من بهائم وغيرها .

{ آيات لقوم يوقنون } : أي علامات على قدرة الله تعالى على البعث الآخر إذ الخالق لهذه العوالم قادر على إعادتها بعد موتها ، ولكن هذه الآيات لا يراها إلا القوم الموقنون في إيمانهم بربوبية الله وألوهيته وصفات الجلال والكمال له .

المعنى

وقوله : { وفى خلقكم } أيها الناس أي في أطوار خلقكم من نطفة إلى علقة إلى مضغة إلى بشر سوي الخلقة معتدل المزاج والتركيب له سمع وبصر ونطق وفكر .

{ وما يبث من دابة } أي وما يخلق وما يفرق وينشر في الأرض من أنواع الدواب والبهائم والحيوانات على اختلافها من برية وبحرية { آيات لقوم يوقنون } أي يوقنون في إيمانهم بالله تعالى وآياته ، كما يوقنون بحقائق الأشياء الثابتة لها ، فالواحد مع الواحد اثنان ، والموجود ضد المعدوم ، والأبيض خلاف الأسود ، والابن لا بد له من أب ، والعذب خلاف المر ، فأصحاب هذا اليقين يرون في خلق الإنسان والحيوان آيات دالة على وجود الله وعلمه وعزته وحكمته وقدرته على البعث والجزاء الذي أنكره عادمو العقول من المشركين والكافرين .

/ذ5

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَفِي خَلۡقِكُمۡ وَمَا يَبُثُّ مِن دَآبَّةٍ ءَايَٰتٞ لِّقَوۡمٖ يُوقِنُونَ} (4)

وما بث فيهما من الدواب ، وما أودع فيهما من المنافع .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَفِي خَلۡقِكُمۡ وَمَا يَبُثُّ مِن دَآبَّةٍ ءَايَٰتٞ لِّقَوۡمٖ يُوقِنُونَ} (4)

قوله تعالى : " إن في السماوات والأرض " أي في خلقهما " لآيات للمؤمنين ، وفي خلقكم وما يبث من دابة آيات لقوم يوقنون ، واختلاف الليل والنهار وما أنزل الله من السماء من رزق " يعني المطر . " فأحيا به الأرض بعد موتها وتصريف الرياح آيات لقوم يعقلون " تقدم جميعه مستوفى في " البقرة " وغيرها{[13771]} . وقراءة العامة وما يبث من دابة آيات " " وتصريف الرياح آيات " بالرفع فيهما . وقرأ حمزة والكسائي بكسر التاء فيهما . ولا خلاف في الأول أنه بالنصب على اسم " إن " وخبرها " في السموات " . ووجه الكسر في " آيات " الثاني العطف على ما عملت فيه ، التقدير : إن في خلقكم وما يبث من دابة آيات . فأما الثالث فقيل : إن وجه النصب فيه تكرير " آيات " لما طال الكلام ، كما تقول : ضرب زيدا زيدا . وقيل : إنه على الحمل على ما عملت فيه " إن " على تقدير حذف " في " . التقدير : وفي اختلاف الليل والنهار آيات . فحذفت " في " لتقدم ذكرها . وأنشد سيبويه في الحذف :

أكلَّ امرئٍ تحسبين امرَأً *** ونارٍ تَوَقَّدُ بالليل نَارَا{[13772]}

فحذف " كل " المضاف إلى نار المجرورة لتقدم ذكرها . وقيل : هو من باب العطف على عاملين . ولم يجزه سيبوبه ، وأجازه الأخفش وجماعة من الكوفيين ، فعطف " واختلاف " على قوله : ( وفي خلقكم ) ثم قال : ( وتصريف الرياح آيات ) فيحتاج إلى العطف على عاملين ، والعطف على عاملين قبيح من أجل أن حروف العطف تنوب مناب العامل ، فلم تقو أن تنوب مناب عاملين مختلفين ؛ إذ لو ناب مناب رافع وناصب لكان رافعا ناصبا في حال . وأما قراءة الرفع فحملا على موضع " إن " مع ما عملت فيه . وقد ألزم النحويون في ذلك أيضا العطف على عاملين ؛ لأنه عطف " واختلاف " على " وفي خلقكم " ، وعطف " آيات " على موضع " آيات " الأول ، ولكنه يقدر على تكرير " في " . ويجوز أن يرفع على القطع مما قبله فيرفع بالابتداء ، وما قبله خبره ، ويكون عطف جملة على جملة . وحكى الفراء رفع " واختلاف " و " آيات " جميعا ، وجعل الاختلاف هو الآيات .


[13771]:راجع ج 2 ص 191 وما بعدها. و ج 14 ص 58.
[13772]:البيت لأبي دؤاد الأيادي.

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَفِي خَلۡقِكُمۡ وَمَا يَبُثُّ مِن دَآبَّةٍ ءَايَٰتٞ لِّقَوۡمٖ يُوقِنُونَ} (4)

ولما ذكر سبحانه بالنظر في آيات الآفاق ، أتبعها آيات الأنفس فقال : { وفي خلقكم } أي المخالف لخلق الأرض التي أنتم منها بالاختيار والعقل والانتشار والقدرة على السار والضار { وما يبث } أي ينشر و-{[57871]} يفرق بالحركة الاختيارية بثاً على سبيل التجدد والاستمرار { من دآبة } {[57872]}مما تعلمون ومما لا تعلمون بما في ذلك من مشاركتكم في الحركة بالاختيار والهداية للمنافع بإدراك الجزئيات ومخالفتكم في الصورة والعقل وإدراك الكليات وغير ذلك من مخالفة الأشكال والمنافع والطبائع ونحوها { آيات } أي-{[57873]} على صفات الكمال ولا سيما العزة والحكمة ، وهي على قراءة حمزة والكسائي ويعقوب{[57874]} بالنصب هنا ، وفي الذي بعده عطف الآيتين على حيز{[57875]} إن في-{[57876]} الآية الأولى من الاسم والخبر ، فلهذه الآية نظر إلى التأكيد ، وهو على قراءة الجماعة مبتدأ بالعطف على " إن " وما في حيزها{[57877]} ، وهي أبلغ ؛ لأنها تشير إلى أن{[57878]} ما في تصوير الحيوان وجميع شأنه من عجيب الصنع ظاهر{[57879]} الدلالة على الله فهو-{[57880]} بحيث لا ينكره أحد ، فهو غني عن التأكيد ، ويجوز أن تكون الآية على قراءة النصب من الاحتباك : حذف أولاً الخلق بما دل عليه ثانياً ، وثانياً ذوات الأنفس بما دل عليه من ذوات السماوات أولاً .

ولما كانت آيات الأنفس أدق وأدل على القدرة والاختيار بما لها من التجدد والاختلاف ، قال : { لقوم } أي فيهم أهلية القيام بما يحاولونه { يوقنون * } أي يتجدد لهم العروج في درجات الإيمان إلى أن يصلوا إلى شرف الإيقان ، فلا يخالطهم{[57881]} شك في وحدانيته ؛ قال الحرالي في تفسير { أو كالذي مر على قرية } : آية النفس منبهة على آية الحس ، وآية الحس منبهة على آية النفس ، إلا أن آية النفس أعلق ، فهي لذلك أهدى ، غاية آية الآفاق الإيمان ، وغاية آية النفس اليقين .


[57871]:زيد من م ومد.
[57872]:زيد في الأصل و ظ: أي، ولم تكن الزيادة في م ومد فحذفناها.
[57873]:زيد من م ومد.
[57874]:راجع المرجان 6/493.
[57875]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: خبر.
[57876]:زيد من م ومد.
[57877]:من مد، وفي الأصل و ظ و م: خبرها.
[57878]:سقط من مد.
[57879]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: ظاهره.
[57880]:زيد من م ومد.
[57881]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: فلا يخالفهم.