تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{لِّيَغۡفِرَ لَكَ ٱللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنۢبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعۡمَتَهُۥ عَلَيۡكَ وَيَهۡدِيَكَ صِرَٰطٗا مُّسۡتَقِيمٗا} (2)

ليغفر الله لك ، بسبب جهادك وصبرك ، ما تقدم من ذنبك وما تأخر ، ويُتم نعمته عليك بإعلاء شأن دينك ، وانتشاره في البلاد ، ورفع ذكرك في الدنيا والآخرة ، ويهديك صراطا مستقيما في تبليغ الرسالة وإقامة الدين .

 
أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{لِّيَغۡفِرَ لَكَ ٱللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنۢبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعۡمَتَهُۥ عَلَيۡكَ وَيَهۡدِيَكَ صِرَٰطٗا مُّسۡتَقِيمٗا} (2)

شرح الكلمات :

{ ليغفر لك الله } : أي بسبب شكرك له وجهادك في سبيله .

{ ما تقدم من ذنبك وما تأخر } : أي ما تقدم الفتح وما تأخر عنه .

{ ويتم نعمته عليك } : أي بنصرك على أعدائك وإظهار دينك ورفع ذكرك .

{ ويهديك صراطا مستقيما } : ويرشدك طريقا من الدين لا اعوجاج فيه يُفضي بك إلى رضوان ربك .

المعنى :

ليغفر لك بذلك وبجهادك وصبرك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك بنصرك على أعدائك وعلى كل من ناوأك ، ويهديك صراطاً مستقيما أي ويرشدك إلى طريق لا اعوجاج فيه يفضي بك وبكل من يسلكه إلى الفوز في الدنيا والآخرة وهو الإِسلام دين الله الذي لا يقبل دينا سواه .

الهداية :

من الهداية :

- الذنب الذي غفر لرسول الله صلى الله عليه وسلم من المعلوم بالضرورة أنه ليس من الكبائر في شيء وهو من باب حسنات الأبرار سيئات المقربين .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{لِّيَغۡفِرَ لَكَ ٱللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنۢبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعۡمَتَهُۥ عَلَيۡكَ وَيَهۡدِيَكَ صِرَٰطٗا مُّسۡتَقِيمٗا} (2)

{ ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك } ما عملت في الجاهلية { وما تأخر } مما لم تعمله وقيل ما تقدم من ذنبك يعني ذنب أبويك آدم وحواء ببركتك وما تأخر من ذنوب أمتك بدعوتك { ويتم نعمته عليك } بالنبوة والحكمة { ويهديك صراطا مستقيما } أي يثبتك عليه

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{لِّيَغۡفِرَ لَكَ ٱللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنۢبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعۡمَتَهُۥ عَلَيۡكَ وَيَهۡدِيَكَ صِرَٰطٗا مُّسۡتَقِيمٗا} (2)

{ إنا فتحنا لك فتحا مبينا } يحتمل هذا الفتح في اللغة أن يكون بمعنى الحكم أي : حكمنا لك على أعدائك ، أو من الفتح بمعنى العطاء كقوله : { ما يفتح الله للناس من رحمة } [ فاطر : 2 ] أو من فتح البلاد واختلف في المراد بهذا الفتح على أربعة أقوال :

الأول : أنه فتح مكة وعده الله به ، قبل أن يكون وذكره بلفظ الماضي لتحققه وهو على هذا بمعنى فتح البلاد .

الثاني : أنه ما جرى في الحديبية من بيعة الرضوان ومن الصلح الذي عقده رسول الله صلى الله عليه وسلم مع قريش وهو على هذا بمعنى الحكم أو بمعنى العطاء ويدل على صحة هذا القول أنه لما وقع صلح الحديبية ، شق ذلك على بعض المسلمين بشروط كانت فيه حتى أنزل الله هذه السورة ، ويتبين أن ذلك الصلح له عاقبة محمودة وهذا هو الأصح ، لأنه روي : أنها لما نزلت قال بعض الناس : ما هذا الفتح وقد صدنا المشركون عن البيت ، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " بل هو أعظم الفتوح قد رضي المشركون أن يدفعوكم عن بلادهم بالروح ، ورغبوا إليكم في الأمان " .

الثالث : أنه ما أصاب المسلمون بعد الحديبية من الفتوح كفتح خيبر وغيرها .

الرابع : أنه الهداية إلى الإسلام ودليل هذا القول قوله { ليغفر الله لك } فجعل الفتح علة للمغفرة ولا حجة في ذلك إذ يتصور في الجهاد وغيره أن يكون علة للمغفرة أيضا أو تكون اللام للصيرورة والعاقبة لا للتعليل فيكون المعنى إنا فتحنا لك فتحا مبينا فكان عاقبة أمرك أن جمع الله لك بين سعادة الدنيا والآخرة بأن غفر لك وأتم نعمته عليك وهداك ونصرك .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{لِّيَغۡفِرَ لَكَ ٱللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنۢبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعۡمَتَهُۥ عَلَيۡكَ وَيَهۡدِيَكَ صِرَٰطٗا مُّسۡتَقِيمٗا} (2)

ولما أخبر سبحانه بالفتح عقب سورة { الذين كفروا } بشارة بظهور أهل هذا الدين وإدبار الكافرين - كما سيأتي في إيلاء{[60092]} سورة النصر بسورة الكافرين ، لذلك علل الفتح-{[60093]} بالمغفرة وما بعدها رمزاً إلى وفاة النبي صلى الله عليه وسلم - بروحي هو وأبي وأمي - وإيماء إلى أن المراد من إخراجه إلى دار الفناء إنما هو-{[60094]} {[60095]}إظهار الدين{[60096]} القيم وإزهاق الباطل لتعلو درجته وتعظم رفعته ، فعند حصول الفتح ثم المراد كما كانت سورة النصر-{[60097]} الوالية{[60098]} للكافرين رامزة إلى ذلك كما هو {[60099]}مشهور ومذكور ومسطور{[60100]} ، فالفتح الذي هو أحد العلامات الثلاث المذكورة كما في سورة النصر على جميع المناوين ، الذي هو السبب الأعظم في ظهور دينه على الدين كله الذي هو العلامة العظمى على اقتراب أجله - نفسي فداؤه وإنسان عيني من كل سوء وقاؤه - فقال تعالى : { ليغفر لك الله } مشيراً بالانتقال من أسلوب العظمة بالنون إلى أسلوب الغيبة المشير إلى غاية {[60101]}الكبرياء بالإسناد إلى{[60102]} الاسم الأعظم إلى أن هذه المغفرة بحسب إحاطة هذا الاسم الجامع لجميع الأسماء الحسنى : { ما تقدم من ذنبك } أي الذي تقدم في القتال أمرك بالاستغفار له وهو مما ينتقل به{[60103]} من مقام كامل إلى مقام فوقه أكمل منه ، فتراه بالنسبة إلى أكملية المقام الثاني ذنباً ، وكذا قوله : { وما تأخر } قال الرازي : المغفرة المعتبرة لها درجات كما أن الذنوب لها درجات " وحسنات الأبرار سيئات المقربين " انتهى . ويجوز أن يكون المراد : لتشاهد{[60104]} المغفرة بالنقلة إلينا بعد علم اليقين بعين اليقين وحق اليقين ، فالمعنى أن الله يتوفاه صلى الله عليه وسلم عقب الفتح ودخول جميع العرب الذين يفتتحون{[60105]} جميع البلاد ويهدي الله-{[60106]} بهم سائر{[60107]} العباد في دينه ، ويأس{[60108]} الشيطان من أن يعبد في جزيرتهم إلا بالمحقرات لوجود المقصود من امتلاء{[60109]} الأكوان بحسناته صلى الله عليه وسلم ، وعموم ما دل عليه اسمه المذكور في هاتين السورتين من حمده تعالى بكماله في ذاته وصفاته ببلوغ أتباعه إلى حد لا يحصرون فيه بعد ، ولا يقف لهم مخلوق على حد .

ولما كان تمام النعمة يتحقق بشيئين : إظهار الدين والتقلة إلى مرافقة النبيين ، قال تعالى مخبراً بالشيئين : { ويتم نعمته عليك } بنقلك من عالم الشهادة إلى عالم الغيب ، ومن عالم الكون والفساد إلى عالم الثبات والصلاح ، الذي هو أخص{[60110]} بحضرته وأولى برحمته وإظهار{[60111]} أصحابك من بعدك على جميع أهل الملل ، ويدحضون شبه الشيطان ، ويدمغون كل كفران ، وينشرون رايات الإيمان في جميع البلدان ، بعد إذلال أهل العدوان ، ومحو كل طغيان .

ولما كانت هدايتهم من هدايته ، أضافها سبحانه إليه إعلاماً له أنها هداية تليق بجنابه{[60112]} الشريف سروراً له فقال : { ويهديك } أي بهداية جميع قومك { صراطاً مستقيماً * } أي واضحاً جليلاً جلياً موصلاً إلى المراد من كتاب{[60113]} لا عوج فيه بوجه ، هداية تقتضي لزومه والثبات عليه


[60092]:من ظ ومد، وفي الأصل: أتلا.
[60093]:زيد من ظ ومد.
[60094]:زيد من ظ ومد.
[60095]:من ظ ومد، وفي الأصل: إظهارا للدين.
[60096]:من ظ ومد، وفي الأصل: إظهارا للدين.
[60097]:زيد من مد.
[60098]:من ظ ومد، وفي الأصل: التلية.
[60099]:من مد، وفي الأصل و ظ: مشهورة ومذكور ومسطورة.
[60100]:من مد، وفي الأصل و ظ: مشهورة ومذكور ومسطورة.
[60101]:من ظ ومد، وفي الأصل: الكبر بإسناد.
[60102]:من ظ ومد، وفي الأصل: الكبر بإسناد.
[60103]:ن مد، وفي الأصل و ظ: عنه.
[60104]:من مد، وفي الأصل و ظ: بشاهده.
[60105]:من مد، وفي الأصل و ظ: يفتحون.
[60106]:زيد من مد.
[60107]:من مد، وفي الأصل و ظ: سامن-كذا.
[60108]:من ظ ومد، وفي الأصل: ييأس.
[60109]:من مد، وفي الأصل و ظ: إملاء.
[60110]:من مد، وفي الأصل و ظ: خص.
[60111]:من مد، وفي الأصل و ظ: أولى بإظهار.
[60112]:من ظ ومد.وفي الأصل: بيابه.
[60113]:من مد، وفي الأصل و ظ: كتب.