فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{لِّيَغۡفِرَ لَكَ ٱللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنۢبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعۡمَتَهُۥ عَلَيۡكَ وَيَهۡدِيَكَ صِرَٰطٗا مُّسۡتَقِيمٗا} (2)

{ ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما( 2 ) }

والعاقبة : غفران الذنب ما سبق منه وما لحق ، وتمام النعمة بانتشار الإسلام ، وهدايتك في تبليغ الرسالة وإنفاذ الشريعة ؛ يقول صاحب الجامع لأحكام القرآن : لكي يجمع لك مع الفتح المغفرة ، فيجمع الله لك ما تقر به عينك في الدنيا والآخرة .

[ { ليغفر لك الله } مذهب الأشاعرة القائلين بأن أفعاله تعالى لا تعلل بالأغراض أن مثل هذه اللام للعاقبة ، أو لتشبيه مدخولها بالعلة الغائية في ترتبه على متعلقها ، وترتب المغفرة على الفتح من حيث إن فيه سَعْيًا منه صلى الله عليه وسلم في إعلاء كلمة الله تعالى بمكابدة مشاق الحروب ، واقتحام موارد الخطوب ؛ والسلف- كما قال ابن القيم وغيره- يقولون بتعليل أفعاله عز وجل . . وأنا أقول بما ذهب إليه السلف لوجود التعليل فيما يزيد على عشرة آلاف آية وحديث ، والتزام تأويل جميعها خروج عن الإنصاف ] . {[5010]}

[ وقال أبو علي الروذباري : يقول لو كان لك ذنب قديم أو حديث لغفرناه ]{[5011]} .

[ والمراد بالذنب ما فرط من خلاف الأوْلى بالنسبة إلى مقامه عليه الصلاة والسلام ، فهو من قبيل : حسنات الأبرار سيئات المقربين ]{[5012]} .

[ { ويتم نعمته عليك } . . . وقيل : بخضوع من استكبر ، وطاعة من تجبر ]{[5013]} .


[5010]:الألوسي ج26ـص91،90،89.
[5011]:القرطبي ج16ـص263.
[5012]:الألوسي.
[5013]:القرطبي.