الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{لِّيَغۡفِرَ لَكَ ٱللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنۢبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعۡمَتَهُۥ عَلَيۡكَ وَيَهۡدِيَكَ صِرَٰطٗا مُّسۡتَقِيمٗا} (2)

( ت ) : قال الثعلبيُّ : قوله : { لِّيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ } قال أبو حاتم : هذه لام القسم ، لما حُذِفَتِ النون من فعله كُسِرَتْ ، ونُصِبَ فعلها ؛ تشبيهاً بلام كي ، انتهى .

قال عياض : ومقصد الآية أَنَّك مغفور لك ، غيرَ مؤاخذ بذنب ، إنْ لو كان ، انتهى .

قال أبو حيان : ( لِيَغْفِرَ ) اللام لِلْعِلَّةِ ، وقال ( ع ) : هي لام الصيرورة ، وقيل : هي لام القسم ، [ ورُدَّ بأنَّ لام القسم لا تُكْسَرُ وَلا يُنْصَبُ بها ، وأُجِيبَ بأَنَّ الكَسْرَ قد عُلِّلَ بالحمل على لام كي وأَمَّا الحركة فليست نصباً ؛ بل هي الفتحة الموجودة مع النون ، بَقِيَتْ بعد حذفها دَالَّةً على المحذوف ، ورُدَّ بأنَهُ لم يُحْفَظْ من كلامهم : واللَّهِ ليقوم ولا باللَّه ليخرج زيد ] ، انتهى . وفي صحيح البخاريِّ عن أنس بن مالك : { إنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحَاً مُبِيناً } الحديبية ، انتهى .

وقوله سبحانه : { وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ } أي : بإظهارك وتغليبك على عَدُوِّك ، والرُّضْوَانُ في الآخرة .