سؤال : ما المناسبة بين الفتح والمغفرة حتى جعلت غاية له ؟ الجواب الغاية هي مجموع المغفرة وما ينعطف عليها كأنه قيل : يسرنا لك فتح مكة وغيره من الفتوح ليجمع لك بين عز الدارين وأغراض العاجل والآجل . ويجوز أن تكون الفتوح من حيث إنها جهاد للعدّو سبباً للغفران والثواب . قال جار الله : وقيل : تقدير الكلام إنا فتحنا لك فاستغفره ليغفر لك كقوله { إذا جاء نصر الله والفتح } إلى قوله { واستغفروه } [ النصر : 13 ] وقيل : إن فتح مكة كان سبباً لتطهير البيت من رجس الأوثان ، وتطهير بيته سبب لتطهير عبده . وأيضاً بالفتح يحصل الحج وبالحج تحصل المغفرة كما ورد في الأخبار " خرج كيوم ولدته أمه " . وأيضاً إن الناس قد علموا عام الفيل أن مكة لا يتسلط عليها عدواً لله ، فلما فتحت للرسول صلى الله عليه وسلم عرف أنه حبيب الله المغفور له . أما الذنب فقيل : أراد به ذنب المؤمنين من أمته ، أو أريد به ترك الأفضل والصغائر سهواً أو عمداً . ومعنى { ما تأخر } أي عن الفتح أو ما تقدم عن النبوّة وتأخر عنها . وقيل { ما تقدم } ذنب أبويه آدم وحواء { وما تأخر } ذنب أمته . وقيل : أراد جميع الذنوب فحدّ أوّلها وآخرها ، أو هو على وجه المبالغة كما تقول : أعطى من رأى ومن لم يره . وقيل : ما تقدم من أمر مارية وما تأخر من أمر زينب وهو قول سخيف لعدم التئام الكلام ظاهراً . والأولى أن يقال : ما تقدم النبوّة بالعفو وما تأخر عنها بالعصمة { ويتم نعمته عليك } بإعلاء دينك وفتح البلاد على يدك لقوله { اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي } ومن إتمام النعمة تكليف الحج وقد تم يومئذ ولم يبق للنبي صلى الله عليه وسلم عدوّ من قريش ، فإن كثيراً منهم وقد أهلكوا يوم بدر ، والباقين آمنوا واستأمنوا يوم الفتح . وقيل : إتمام النعمة في الدنيا باستجابة الدعاء في طلب الفتح وفي الآخرة بقبول الشفاعة { ويهديك صراطاً مستقيماً } أي يثبتك ويهديك عليه فإن الفتح لا يكون إلا لمن هو على صراط الله ، ولعل المراد بهذا الخطاب هو أمته .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.