تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{إِنَّا جَعَلۡنَا فِيٓ أَعۡنَٰقِهِمۡ أَغۡلَٰلٗا فَهِيَ إِلَى ٱلۡأَذۡقَانِ فَهُم مُّقۡمَحُونَ} (8)

الأغلال : واحدها غُل بضم الغين ، وهو ما تشد به اليد إلى العنق للتعذيب .

قمح الغلُّ الأسير : ضاق على عنقه فاضطره الى رفع رأسه . فمعنى مقمحون : رفعوا رؤوسهم وغضوا أبصارهم من الذل .

{ إِنَّا جَعَلْنَا في أَعْناقِهِمْ أَغْلاَلاً . . } : مرتفعة إلى أذقانِهم ، ولذلك ترى رؤوسَهم مرتفعة مشدودةً الى الوراء ، لا يستطيعون أن يطأطئوها .

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{إِنَّا جَعَلۡنَا فِيٓ أَعۡنَٰقِهِمۡ أَغۡلَٰلٗا فَهِيَ إِلَى ٱلۡأَذۡقَانِ فَهُم مُّقۡمَحُونَ} (8)

{ إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا } الآية : فيها ثلاثة أقوال : الأول : أنها عبارة عن تماديهم على الكفر ومنع الله لهم من الإيمان ، فشبههم بمن جعل في عنقه غل يمنعه من الالتفات وغطى على بصره فصار لا يرى .

الثاني : أنها عبارة عن كفهم عن إذاية النبي صلى الله عليه وسلم حين أراد أبو جهل أن يرميه بحجر فرجع عنه فزعا مرعوبا .

الثالث : أن ذلك حقيقة في حالهم في جهنم ، والأول أظهر وأرجح لقوله قبلها { فهم لا يؤمنون } وقوله بعدها : { وسواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون } .

{ فهي إلى الأذقان } الذقن هي طرف الوجه حيث تنبت اللحية ، والضمير للأغلال ، وذلك أن الغل حلقة في العنق ، فإذا كان واسعا عريضا وصل إلى الذقن فكان أشد على المغلول ، وقيل : الضمير للأيدي على أنها لم يتقدم لها ذكر ، ولكنها تفهم من سياق الكلام ، لأن المغلول تضم يداه في الغل إلى عنقه ، وفي مصحف ابن مسعود . إنا جعلنا في أيديهم أغلالا فهي إلى الأذقان . وهذه القراءة تدل على هذا المعنى ، وقد أنكره الزمخشري .

{ فهم مقمحون } يقال : قمح البعير إذا رفع رأسه ، وأقمحه غيره إذا فعل به ذلك ، والمعنى أنهم لما اشتدت الأغلال حتى وصلت إلى أذقانهم اضطرت رؤوسهم إلى الارتفاع ، وقيل : معنى مقمحون ممنوعون من كل خير .