محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{إِنَّا جَعَلۡنَا فِيٓ أَعۡنَٰقِهِمۡ أَغۡلَٰلٗا فَهِيَ إِلَى ٱلۡأَذۡقَانِ فَهُم مُّقۡمَحُونَ} (8)

{ إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلاَلاً فَهِيَ إِلَى الأَذْقَانِ } أي اللحى . أي واصلة إليها وملزوزة إليها { فهم مقمحون } أي ناصبو رؤوسهم ، غاضّو أبصارهم . يقال : أقمح الرجل ، رفع رأسه وغض بصره . وأقحم الغل الأسير ، إذا ترك رأسه مرفوعا لضيقه ، فهو مقمح . وذلك إذا لم يتركه عمود الغل الذي ينخس ذقنه ، أن يطأطئ رأسه . قال ابن الأثير : هي في / قوله تعالى : { فهي إلى الأذقان } كناية عن الأيدي لا عن الأعناق . لأن الغل يجعل اليد تلي الذقن والعنق ، وهو مقارب للذقن وقال الأزهري : أراد عز زجل أن أيديهم لما غلت عند أعناقهم ، رفعت الأغلال أذقانهم ورؤوسهم صعدا ، كالإبل الرافعة رؤوسها . وهذا معنى قول ابن كثير : اكتفى بذكر الغل في العنق ، عن ذكر اليدين وإن كانتا مرادتين ، لما دل السياق عليه . فإن الغل إنما يعرف فيما جمع اليدين من العنق .