الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{إِنَّا جَعَلۡنَا فِيٓ أَعۡنَٰقِهِمۡ أَغۡلَٰلٗا فَهِيَ إِلَى ٱلۡأَذۡقَانِ فَهُم مُّقۡمَحُونَ} (8)

وأخرج ابن جرير عن عكرمة رضي الله عنه قال : قال أبو جهل : لئن رأيت محمداً لأفعلن . ولأفعلن . . . فنزلت { إنا جعلنا في أعناقهم أغلالاً } إلى قوله { لا يبصرون } فكانوا يقولون : هذا محمد فيقول : أين هو أين هو . . . ؟ لا يبصره .

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال { الأغلال } ما بين الصدر إلى الذقن { فهم مقمحون } كما تقمح الدابة باللجام .

وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قرأ { إنا جعلنا في أعناقهم أغلالاً } .

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله { مقمحون } قال : مجموعة أيديهم إلى أعناقهم تحت الذقن .

وأخرج الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله { مقمحون } قال ( المقمح ) الشامخ بأنفه ، المنكس برأسه . قال : وهل تعرف العرب ذلك ؟ قال : نعم . أما سمعت قول الشاعر :

ونحن على جوانبها قعود *** نغض الطرف كالإِبل القماح

وأخرج الخرائطي في مساوىء الأخلاق عن الضحاك رضي الله عنه في قوله { إنا جعلنا في أعناقهم أغلالاً } قال : البخل . أمسك الله أيديهم عن النفقة في سبيل الله { فهم لا يبصرون } .

وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله { إنا جعلنا في أعناقهم أغلالاً } قال : في بعض القراءات « إنا جعلنا في أيمانهم أغلالاً فهي إلى الأذقان فهم مقمحون » قال : مغلولون عن كل خير .

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد { فهم مقمحون } قال : رافعوا رؤوسهم ، وأيديهم موضوعة على أفواههم .