السحر : ما لطف مأخذه وخفي سببه .
سحره : خدعه ، ويقال أحيانا للشيء المعجب أو الحديث اللطيف . وقد جاء في الحديث «إن من البيان لسحرا » .
وماذا عملوا بعد ذلك ! لقد آثروا السِّحر ، واتبعوا ما يقصُّه الشياطين عن عهد سليمان . وما يضللون به الناس من دعاوى مكذوبة ، كزعمهم أن سليمان كان ساحراً ، وأنه سخر الانس والجن عن طريق السحر الذي يستخدمه ، وما كفَر سليمان وما كان ساحراً بل رسولاً من عند الله ، ولكن الشياطين هم الذين كفروا وتقوّلوا على سليمان هذه الأقأويل ، وأخذوا يعلّمون الناس السحر من عندهم .
{ وَمَآ أُنْزِلَ عَلَى الملكين بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ } في هذه الآية تفسيران : فبعض المفسرين يقول أن معناها : ولم ينزل الله على هاروت وماروت في بابل أي سحر . ويكون المعنى : واتَّبعوا الذي تتلوا الشياطين على ملك سليمان من السحر ، وما كفر سليمان ولا أنزل الله السحر على الملكين ، ولكن الشياطين كفروا . . .
وقال بعضهم وهم أكثرون : يكون المعنى السحرَ الذي أُنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت ، مع أن هذين الملكين ما كانا يعلّمان أحدا حتى يقولا له إنما نعلّمك ما يؤدي إلى الفتنة والكفر فاعرفه ولا تعمل به .
ومن هنا أخذ بعض العلماء جواز تعلُّم السحر للعلم به وعدم العمل به .
ولكن الناس لم ينتصحوا بهذه النصيحة التي كان الملكان يقولانها لهم ، فاستخدموا ما يتعلّمون منهما ، وجعلوا يفرقون به بين المرء وزوجه .
وما هم بضارّين به من أحد إلا بإذن الله ، وهذه قاعدة عظمى يقررها القرآن وهي : أن الضرر والنفع بإذن الله .
ولا يزال في وقتنا هذا مع ما تقدم العلم به من أبحاث كثيرٌ من السحر والشعوذة وغير ذلك من التنويم المغناطيسي والتلبثة . ونحن نجد كثيراً من الناس يملكون خصائص لم يكشف العلم عن كنهها بعد . ولقد رأيت كثيراً من هؤلاء المنوِّمين يأتون بالعجب العجاب ، وقرأت الكثير من القصص عن أناس عندهم خصائص عجيبة . وكل ما استطاع العلم أن يقوله تجاه هذه الأمور وهذه القوى أنه اعترف بها وأعطاها أسماء ، ولكنه عجز عن تفسيرها . وصدق الله العظيم : { وَمَآ أوتِيتُم مِّن العلم إِلاَّ قَلِيلاً } .
أما من هما الملكان هاروت وماروت ؟ وهل هما رجلان حقيقة ؟ فلا يوجد خبر صحيح يثبت شخصيتهما أو حقيقة جنسهما . وإنما كانت قصتهما معروفة مشهورة ووردت في القرآن أشارات مجملة عنها{[2]} ، ولسنا مكلفين بالاستقصاء عنهما والأفضل عدم البحث في ذلك .
قرأ ابن عامر وحمزة والكسائي «ولكن الشياطين كفروا » بتخفيف النون من لكن ، ورفع الشياطين . وقرأ الباقون «ولكنّ » بالشديد ونصب الشياطين .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.