المصحف المفسّر لفريد وجدي - فريد وجدي  
{وَٱتَّبَعُواْ مَا تَتۡلُواْ ٱلشَّيَٰطِينُ عَلَىٰ مُلۡكِ سُلَيۡمَٰنَۖ وَمَا كَفَرَ سُلَيۡمَٰنُ وَلَٰكِنَّ ٱلشَّيَٰطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ ٱلنَّاسَ ٱلسِّحۡرَ وَمَآ أُنزِلَ عَلَى ٱلۡمَلَكَيۡنِ بِبَابِلَ هَٰرُوتَ وَمَٰرُوتَۚ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنۡ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَآ إِنَّمَا نَحۡنُ فِتۡنَةٞ فَلَا تَكۡفُرۡۖ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنۡهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِۦ بَيۡنَ ٱلۡمَرۡءِ وَزَوۡجِهِۦۚ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِۦ مِنۡ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۚ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمۡ وَلَا يَنفَعُهُمۡۚ وَلَقَدۡ عَلِمُواْ لَمَنِ ٱشۡتَرَىٰهُ مَا لَهُۥ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ مِنۡ خَلَٰقٖۚ وَلَبِئۡسَ مَا شَرَوۡاْ بِهِۦٓ أَنفُسَهُمۡۚ لَوۡ كَانُواْ يَعۡلَمُونَ} (102)

تفسير الألفاظ

{ تتلو } أي تقرأ أو تتبع ، يقال تلاه يتلوه تلاوة أي قرأه . وتلاه يتلوه تلوا أي تبعه . { ببابل } بابل مملكة قديمة كانت بالعراق . { هاروت وماروت } اسما ملكين هبطا من السماء إلى الأرض لتعليم الناس السحر ابتلاء من الله للناس وتمييزا بينه وبين المعجزة . وهذا بعيد عن العقل . وأحسن منه ما قيل من أنه عنى بالملكين رجلين صالحين سماهما ملكين لصلاحهما . { فتنة } أي اختبار وابتلاء . والفتنة أيضا الضلال والإثم والكفر والفضيحة والعذاب والجنون واختلاف الناس في الآراء وما يقع بينهم من الاضطراب ، فعله فتن يفتن فتنة ، وفتنه الشيء أعجبه ، وأفتن فلانا أوقعه في الفتنة ، وفتن في دينه وافتتن مال عنه . { وبضارين } بمضرين يقال ضاره مضارة وضرارا أضره وآذاه . { خلاق } أي نصيب . { شروا } هنا بمعنى باعوا ، فإن فعلى شرى وباع يؤدي أحدهما معنى الآخر .

تفسير المعاني

وانهمكوا على ما كان يقرؤه الشياطين على عهد ملك سليمان من السحر يعلمونه للناس إفسادا لهم . واتبعوا أيضا ما أنزل على الرجلين الصالحين ببابل من الأمور السحرية مع أنهما كانا إذا علما أحدا حذراه من الإيذاء به وقالا له إنما هو امتحان للناس فلا تكفر بالله بسببه ، فكان الناس يتعلمون منهما ما يفرقون به بين الزوجين وما هم بمؤذين به من أحد إلا بإذن الله . وقد علموا أن من تجرد لهذه الأمور المؤذية ما له في الآخرة من نصيب .