مَنْ فرَّقَتْه الأهواء وقع في كل مطرح من مطارح الغفلة ، فيستقبله كل جنس من قضايا الجهالة ، ثم إن مَنْ طالت به الغيبة صار للناس عِبْرة ، ولِمَنْ سلك طريقه فتنة ، فمن اقتدى به في غيِّه انخرط في سِلْكِه ، والتحق بجنسه ، هكذا صفة هاروت وماروت فيما استقبلهما ، صارا للخلْق فتنة بل عبرة ، فمَنْ أصغى إلى قيلهما ، ولم يعتبر بجهلهما تعلَّق به بلاؤهما ، وأصابه في الآخرة عناؤهما .
والإشارة من قصتهما إلى مَنْ مآلَ في هذه الطريقة إلى تمويهٍ وتلبيس ، وإظهار دعوى بتدليس ، فهو يستهوي مَنْ اتّبعه ، ويلقيه في جهنم بباطله ، ( . . . . . . ) .
ومن تهتك بالجنوح إلى أباطيله تهتكت أستارُه ، وظهر لذوي البصائر عوارُه . وإن هاروت وماروت لما اغتَّرا بحاصل ما اعتاداه من المعصية بَسَطَا لسان الملامة في عُصاة بني آدم ، فَلِمَا رُكِّب فيهما من نوازع الشهوات ، ودواعي الفتن والآفات ، اقتحما في العصيان ، وظهر منهما ما انتشر ذِكْرُه على ألسنة القصاص ، وهما مُنَكَّسَان إلى يوم القيامة ولولا الرفق بهما وبشأنهما لَمَا انتهى في القيامة عذابُهما ، ولكنَّ لطفَ الله مع الكافة كثيرٌ . ولَمَّا قال الله تعالى : { وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنْفَعُهُمْ } عَلِم أهل التحصيل أن العلم بكل معلوم - وإن كان صفةَ مدح - ففيه غيرُ مرغوبٍ فيه ، بل هو مستعاذٌ منه قال النبي صلى الله عليه وسلم : " أعوذ بك من علم لا ينفع " .
قوله جلّ ذكره : { وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ } .
لو علم المغبونُ ماذا أبقى وماذا أبلى لتقطعت أحشاؤه حسراتٍ ، ولكن سيعلم :
{ يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ }[ الطارق : 9 ] الذي فاته من الكرائم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.