تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان  
{وَإِن كُنتُمۡ فِي رَيۡبٖ مِّمَّا نَزَّلۡنَا عَلَىٰ عَبۡدِنَا فَأۡتُواْ بِسُورَةٖ مِّن مِّثۡلِهِۦ وَٱدۡعُواْ شُهَدَآءَكُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ} (23)

وبعد أن بيَّن الله للناس أنه هو الخالق الواحد المعبود بحق ، وأنه المنعم بكل ما في الوجود-خاطبهم برفق قائلا : { وَإِن كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا على عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ } ، وذلك لأن المشركين كانوا ينكرون الرسالة وأن القرآن وحي من عند الله . لذا طلب إليهم ، لتبرير شكّهم وإنكارهم عند أنفسهم ، أن يأتوا بسورة واحدة ، تضارع أياً من سور القرآن في بلاغتها ، وإحكامها ، وعلومها ، وسائر هدايتها . وحجّهم قائلاً : نادوا الذين يشهدون لكم أنكم أتيتم بسورة مماثلة . استعينوا بهم في إثبات دعواكم ، غير أنكم لن تجدوهم . . وهؤلاء الشهود هم غير الله حُكماً ، لأن الله يؤيد عبده بكتابه ، ويشهد له بأفعاله .