تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَإِن كُنتُمۡ فِي رَيۡبٖ مِّمَّا نَزَّلۡنَا عَلَىٰ عَبۡدِنَا فَأۡتُواْ بِسُورَةٖ مِّن مِّثۡلِهِۦ وَٱدۡعُواْ شُهَدَآءَكُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ} (23)

الآية 23 : وقوله عز وجل : ( وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا ) من القرآن أنه مختلق مفترى وأنه ليس منه{[326]} كقولهم : ( إن هذا إلا اختلاق ) [ ص : 7 ] وقولهم : ( ما هذا إلا إفك مفترى ) [ سبأ : 43 ] و ( ما هذا إلا سحر مفترى ) [ القصص : 36 ] .

وقوله تعالى : ( فأتوا بسورة من مثله ) ؛ أي [ ائتوا أنتم ]{[327]} بمثل ما أتى هو ؛ إذ أنتم وهو سواء في الجوهر والخلقة واللسان ، ليس هو أولى بذلك منكم أعني في الاختلاق{[328]} .

وقوله تعالى : ( وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين ) أي استعينوا بآلهتكم الذين تعبدون من دون الله حتى تعين لكم على إتيان مثله ( إن كنتم صادقين ) في مقالتكم إنه مختلق مفترى . ويقال : ( وادعوا شهداءكم ) يعني شعراءكم وخطباءكم ليعينوكم على إثبات مثله . ويقال : ( وادعوا شهداءكم ) من التوراة والإنجيل والزبور وسائر الكتب المنزلة على الرسل السالفة أنه مختلق مفترى .


[326]:- من ط م، في الأصل و ط ع: منهم.
[327]:- من ط م، في الأصل: ائتوني، في ط ع: ائتوني أنتم.
[328]:- من ط م و ط ع، في الأصل: الاختلاف.