{ وَإِن كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ } الآية نزلت في الكفّار ، وذلك أنهم قالوا لما سمعوا القرآن : ما يشبه هذا كلام الله وإنّا لفي شكَ منه ، فأنزل الله تعالى { وَإِن كُنْتُمْ } يا معشر الكفّار ، [ وإن ] لفظة جزاء وشرط ، ومعناه : إذ ؛ لأنّ الله تعالى علم إنهم شاكّون كقوله : { وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُّؤْمِنِينَ } [ آل عمران : 139 ] وقوله : { يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنْتُمْ مُّؤْمِنِينَ } [ البقرة : 278 ] .
بانت وقد أسفرت في النفس حاجتها *** بعد ائتلاف وخير الودّ ما نفعا
قال المؤرّخ : أصلها من السّورة وهي الوثبة : تقول العرب سرت إليه وثبت إليه .
وربّ ذي سرادق محجورٌ *** سرت إليه في أعالي السّور
وسمعت حلفتها التي حلفت *** إن كان سمعك غير ذي وقر
{ فِي رَيْبٍ } أي في شك وتهمة . { مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا } محمد يعني القرآن . { فَأْتُواْ } لم يأتوا بمثله ، لأنّ الله علم عجزهم عنه . { بِسُورَةٍ } أصلها في قول بعضهم : من أسارت ، أي أفضلت فحذفت الهمزة كأنّها قطعة من القرآن ، وقيل : هي الدرجة الرفيعة ، وأصلها من سور البناء ، أي منزلة بعد منزلة . قال النابغة :
ألم تر أنّ الله أعطاك سورة *** ترى كل مُلْك دونها يتذبذب
{ مِّن مِّثْلِهِ } يعني مثل القرآن ، و( من ) صلة كقوله تعالى : { قُلْ لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنْ أَبْصَارِهِمْ } { وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ } [ النور : 30-31 ] .
ولا أرى ملكاً في الناس يشبهه *** ولا أخا ( لي ) من الأقوام من أحد
وقيل في قوله : ( مثله ) : راجعة الى محمد صلى الله عليه وسلم ومعناه : { فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ } أي من رجل أُمّي لا يُحسن الخط والكتابة . { وَادْعُواْ شُهَدَآءَكُم } يعني استعينوا بآلهتكم التي تعبدونها من دون الله .
وقال مجاهد والقرظي : ناساً يشهدون لكم .
وإنما ذكر الاستعانة بلفظ الدعاء على عادة العرب في دعائهم القائل في الحروب والشدائد : [ يال . . . . . ] .
فلمّا التقت فرساننا ورجالهم *** دعوا يا لكعب واعتزينا لعامر
{ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ } إنّ محمداً أسرّ قوله من تلقاء نفسه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.