{ سورة } قطعة من القرآن مشتملة على جملة من آياته .
في آيتين كريمتين سبقتا ساق الله تعالى البرهان على أنه- دون سواه- هو الخالق للأولين والآخرين ، وأنه الرزاق ذو القوة المتين ، فلا حجة لمشرك يتخذ أندادا لرب العالمين ؛ ثم بعد ذلك الكلمات التامات الصادقات العادلات- وكل كلمات ربنا تامة وصدق وعدل- أقام الله الحكيم فيها الحجة على أنه منزل الكتاب العزيز ، فمن ارتاب في أنه كلام الذي ليس كمثله شيء فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين فيما ادعوه من أنه من قول البشر ؛ - قال الله جل ثناؤه لهم : وإن كنتم أيها المشركون من العرب ، والكفار من أهل الكتابين{[169]} في شك ، وهو الريب مما نزلنا على عبدنا محمد صلى الله عليه وسلم من النور والبرهان وآيات الفرقان أنه من عندي ، وأنا الذي أنزلته إليه ، فلم تؤمنوا به ولم تصدقوه فيما يقول فاتوا بحجة تدفع حجته لأنكم تعلمون أن حجة كل ذي نبوة على صدقه في دعواه أن يأتي ببرهان يعجز عن أن يأتي بمثله جميع الخلق ومن حجة محمد صلى الله عليه وسلم على صدقه ، وبرهانه على صحة نبوته وأن ما جاء به من عندي عجز جميعكم وجميع من تستعينون به من أعوانكم وأنصاركم عن أن تأتوا بسورة من مثله ، وإذا عجزتم عن ذلك وأنتم أهل البراعة في الفصاحة والبلاغة والدراسة فقد علمتم أن غيركم عما عجزتم عنه من ذلك أعجز . . . فيتقرر حينئذ عندكم أن محمدا صلى الله عليه وسلم لم يتقوله ولم يختلقه ، لأن ذلك لو كان منه اختلاقا وتقولا لم تعجزوا وجميع خلقي عن الإتيان بمثله ، لأن محمدا صلى الله عليه وسلم لم يعد أن يكون بشرا مثلكم . . . ){[170]} – ومع حرصهم على التشكيك في الإسلام وكتابه أعجزهم أن يجيئوا بقرآن مثله ، وقال المولى الحكيم سبحانه : { فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين }{[171]} ، وعجزوا عن الإتيان بعشر سور من مثل{[172]} سوره الكريمة وحاجهم القرآن فحجهم إذ ادعوا زورا وافتراء أن النبي ابتدعه من عند نفسه ، أو اكتتبه من أساطير الأولين ، فأكذبهم رب العالمين بقوله المبين : { أم يقولون افتراه قل فاتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين . فإن لم يستجيبوا لكم فاعلموا أنما أنزل بعلم الله . . . }{[173]} ؛ روى البخاري ومسلم في صحيحهما عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما من نبي من الأنبياء إلا وقد أعطى من الآيات ما آمن على مثله البشر وإنما كان الذي أوتيته وحيا أوحاه الله إلي فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة ) ؛ - أي : الذي اختصصت به من بينهم هذا القرآن المعجز للبشر أن يعارضوه ؛ وصدق الله العظيم : { قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتوا بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا }{[174]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.