{ فِى رَيْبٍ } أي : شك { مما نزلنا على عبدنا } أي : القرآن أنزله على محمد صلى الله عليه وسلم . والعبد مأخوذ من التعبد ، وهو التذلل . والتنزيل التدريج ، والتنجيم . وقوله : { فَاتُوا } الفاء جواب الشرط ، وهو : أمر معناه التعجيز . لما احتج عليهم بما يثبت الوحدانية ، ويبطل الشرك ، عقبه بما هو : الحجة على إثبات نبوّة محمد صلى الله عليه وسلم وما يدفع الشبهة في كون القرآن معجزة ، فتحدّاهم بأن يأتوا بسورة من سوره . والسورة الطائفة من القرآن المسماة باسم خاصّ ، سميت بذلك ، لأنها مشتملة على كلماتها كاشتمال سور البلد عليها . و«من » في قوله { من مثْلِهِ } زائدة لقوله : { فأتوا بسورة مثله } . والضمير في { مثله } عائد على القرآن عند جمهور أهل العلم . وقيل : عائد على التوراة والإنجيل ، لأن المعنى : فأتوا بسورة من كتاب مثله ؛ فإنها تصدّق ما فيه . وقيل يعود على النبي صلى الله عليه وسلم ، والمعنى من بشر مثل محمد : أي : لا يكتب ، ولا يقرأ . والشهداء جمع شهيد بمعنى الحاضر ، أو القائم بالشهادة ، أو المعاون ، والمراد هنا : الآلهة .
ومعنى { دُونِ } : أدنى مكان من الشيء ، واتسع فيه حتى استعمل في تخطي الشيء إلى شيء آخر ، ومنه ما في هذه الآية ، وكذلك قوله تعالى : { لا يَتَّخِذِ المؤمنون الكافرين أَوْلِيَاء مِن دُونِ المؤمنين } [ آل عمران : 28 ] وله معان أخر ، منها التقصير عن الغاية ، والحقارة ، يقال هذا الشيء دون : أي : حقير ، ومنه :
إذا ما علا المرءُ رامَ العُلا *** وَيقنعُ بالدون من كان دُونا
والقرب يقال : هذا دون ذاك : أي : أقرب منه ، ويكون إغراء ، تقول : دونك زيداً : أي خذه من أدنى مكان { مِن دُونِ الله } متعلق بادعوا : أي : ادعوا الذين يشهدون لكم من دون الله إن كنتم صادقين فيما قلتم ، من أنكم تقدرون على المعارضة ، وهذا تعجيز لهم ، وبيان لانقطاعهم . والصدق خلاف الكذب ، وهو مطابقة الخبر للواقع ، أو للاعتقاد أو لهما على الخلاف المعروف في علم المعاني .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.