قوله تعالى : " والأرض مددناها " هذا من نعمه أيضا ، ومما يدل على كمال قدرته . قال ابن عباس : بسطناها على وجه الماء ، كما قال : " والأرض بعد ذلك دحاها{[9623]} " [ النازعات : 30 ] أي بسطها . وقال : " والأرض فرشناها فنعم الماهدون{[9624]} " [ الذاريات : 48 ] . وهو يرد على من زعم أنها كالكرة . وقد تقدم{[9625]} . " وألقينا فيها رواسي " جبالا ثابتة لئلا تتحرك بأهلها . " وأنبتنا فيها من كل شيء موزون " أي مقدر معلوم ، قاله ابن عباس وسعيد بن جبير . وإنما قال " موزون " لأن الوزن يعرف به مقدار الشيء . قال الشاعر :
قد كنتُ قبلَ لقائكم ذا مِرَّةٍ *** عندي لكل مخاصم مِيزَانُه
وقال قتادة : موزون يعني مقسوم . وقال مجاهد : موزون معدود ، ويقال : هذا كلام موزون ، أي منظوم غير منتثر . فعلى هذا أي أنبتنا في الأرض ما يوزن من الجواهر والحيوانات والمعادن . وقد قال الله عز وجل في الحيوان : " وأنبتها نباتا حسنا{[9626]} " [ آل عمران : 37 ] . والمقصود من الإنبات الإنشاء والإيجاد . وقيل : " أنبتنا فيها " أي في الجبال " من كل شيء موزون " من الذهب والفضة والنحاس والرصاص والقصدير ، حتى الزرنيخ والكحل ، كل ذلك يوزن وزنا . روي معناه عن الحسن وابن زيد . وقيل : أنبتنا في الأرض الثمار مما يكال ويوزن . وقيل : ما يوزن فيه الأثمان لأنه أجل قدرا وأعم نفعا مما لا ثمن له .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.