لطائف الإشارات للقشيري - القشيري  
{وَظَلَّلۡنَا عَلَيۡكُمُ ٱلۡغَمَامَ وَأَنزَلۡنَا عَلَيۡكُمُ ٱلۡمَنَّ وَٱلسَّلۡوَىٰۖ كُلُواْ مِن طَيِّبَٰتِ مَا رَزَقۡنَٰكُمۡۚ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَٰكِن كَانُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ يَظۡلِمُونَ} (57)

لمّا طرحهم في متاهات الغُربة لم يرضَ إلاَّ بأن ظلَّلَهُم ، وبلبسة الكفايات جَلَّلَهُم ، وعن تكلف التكسُّب أغناهم ، وبجميل صنعه فيما احتاجوا إليه تولاَّهم ؛ فلا شُعُورُهم كانت تَطُول ، ولا أظفارهم كانت تنبُت ، ولا ثيابهم كانت تتسِخ ، ولا شعاعُ الشمس عليهم كان ينبسط . وكذلك سُنَّتُه لمن حال بينه وبين اختياره ، يكون ما يختاره سبحانه له خيراً مما يختاره لنفسه .