تفسير ابن أبي زمنين - ابن أبي زمنين  
{وَظَلَّلۡنَا عَلَيۡكُمُ ٱلۡغَمَامَ وَأَنزَلۡنَا عَلَيۡكُمُ ٱلۡمَنَّ وَٱلسَّلۡوَىٰۖ كُلُواْ مِن طَيِّبَٰتِ مَا رَزَقۡنَٰكُمۡۚ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَٰكِن كَانُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ يَظۡلِمُونَ} (57)

{ وظللنا عليكم الغمام } قال قتادة : سألوا موسى الأبنية ، وهم في التيه في البرية ، فظلل الله عليهم الغمام . قال مجاهد : الغمام غير السحاب{[46]} . قال محمد : واحد الغمام : غمامة ، وهي عند أهل اللغة البيضاء من السحاب . { وأنزلنا عليكم المن والسلوى } قال قتادة : { المن } كان ينزل عليهم من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس ، وكان أشد بياضا من الثلج ، وأحلى من العسل{[47]} فيأخذ أحدهم ما يكفيه يومه ، فإن تعدى ذلك فسد ، ولم يبق عنده حتى إذا كان يوم سادسهم ، يعني يوم الجمعة ، أخذوا ما يكفيهم لذلك اليوم ، وليوم سابعهم ، يعني السبت ، فيبقى عندهم ؛ لأن يوم السبت كانوا يعبدون الله ، جل وعز ، فيه ، ولا يشخصون لشيء من الدنيا ، ولا يطلبونه .

{ والسلوى } السماني طائر إلى الحمرة كانت تحشرها عليهم الجنوب ، فيذبح الرجل ما يكفيه ليومه ذلك ، فإن تعدى ذلك فسد ، ولم يبق عنده ، إلا يوم الجمعة ، فإنهم كانوا يذبحون ما يكفيهم ليومهم وللسبت .

{ كلوا من طيبات ما رزقناكم وما ظلمونا } أي نقصونا { ولكن كانوا أنفسهم يظلمون } ينقصون بمعصيتهم .


[46]:أخرجه الطبري في تفسيره (1/333، ح 963 – 964).
[47]:أخرجه الطبري في تفسيره (1/333-334، ح 969).