تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَظَلَّلۡنَا عَلَيۡكُمُ ٱلۡغَمَامَ وَأَنزَلۡنَا عَلَيۡكُمُ ٱلۡمَنَّ وَٱلسَّلۡوَىٰۖ كُلُواْ مِن طَيِّبَٰتِ مَا رَزَقۡنَٰكُمۡۚ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَٰكِن كَانُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ يَظۡلِمُونَ} (57)

الآية 57 وقوله تعالى : ( وظللنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم المن والسلوى كلوا من طيبات ما رزقناكم ) [ يحتمل وجهين ]{[831]} : يحتمل ما لم يحل لهم الفضل على حاجتهم ، فأباح لهم القدر الذي لهم إليه حاجة ، وسماه طيبات . ويحتمل أنه سماه طيبات لما لا يشوبه{[832]} داء يؤذيهم ولا أذى [ يضر بهم ، ليس ]{[833]} كطعام الدنيا مما لا يسلم من ذلك ، والله أعلم . وقد قيل : الطيب هو المباح الذي يستطيبه الطبع ، ويتلذذ به النفس .

وقوله : ( وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ) قد{[834]} ذكرنا معنى الظلم في ما تقدم{[835]} . وقد يحتمل وجها آخر ؛ وهو النقصان كقوله : ( كلتا الجنتين آتت أكلها ولم تظلم منه شيئا ) [ الكهف : 33 ] أي لم تنقص منه . وحاصل{[836]} ما ذكرنا : أن الظلم هو وضع الشيء في غير موضعه ، وكل ما ذكرنا [ يرجع ]{[837]} إلى واحد .


[831]:- ساقطة من ط ع.
[832]:- من ط م، في الأصل و ط ع: يشوبهم.
[833]:- من ط ع، في ط م: يضرهم ليس، ساقطة من الأصل.
[834]:- في النسخ الثلاث: وقد.
[835]:- في تفسير الآية: 51.
[836]:- في ط م: وحاصله.
[837]:- من ط م.