الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَظَلَّلۡنَا عَلَيۡكُمُ ٱلۡغَمَامَ وَأَنزَلۡنَا عَلَيۡكُمُ ٱلۡمَنَّ وَٱلسَّلۡوَىٰۖ كُلُواْ مِن طَيِّبَٰتِ مَا رَزَقۡنَٰكُمۡۚ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَٰكِن كَانُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ يَظۡلِمُونَ} (57)

قوله : ( [ وَ ]( {[2120]} ) ظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ ) [ 56 ] .

قيل( {[2121]} ) : الغمام( {[2122]} ) سحاب( {[2123]} ) .

وقال( {[2124]} ) مجاهد : " هو الغمام الذي يأتي( {[2125]} ) الله فيه يوم القيامة وليس بسحاب " ( {[2126]} ) . وروي ذلك عن ابن عباس ، وهو الغمام الذي أتت فيه الملائكة يوم بدر ، وذلك أنهم كانوا في التيه ، [ فشكوا حر ]( {[2127]} ) الشمس ، فظلّل الله عليهم الغمام وهو أبرد من السحاب وأطيب( {[2128]} ) .

وسمي الغمام غماماً لأنه يَعُمّ ما حل به ، أي يستره ، وسمي السحاب( {[2129]} ) غماماً ، لأنه يغم السماء ، أي يسترها( {[2130]} ) .

وقيل/ للسحاب( {[2131]} ) سحاب لأنه ينسحب بمسيره( {[2132]} ) .

والمن عن مجاهد : " صمغة " ( {[2133]} ) .

وقال قتادة : " كان ينزل ، عليهم مثل الثلج( {[2134]} ) " ( {[2135]} ) .

/وقال الربيع( {[2136]} ) . بن أنس : " المن شراب كان ينزل عليهم مثل العسل فيمزجونه بالماء ثم يشربونه " ( {[2137]} ) .

وقال ابن زيد : " المن عسل كان( {[2138]} ) ينزل عليهم من( {[2139]} ) السماء " . ورواه ابن وهب عنه( {[2140]} ) .

وقال( {[2141]} ) وهب : " المن خبز رقاق الذرة أو مثل النقي( {[2142]} ) " ( {[2143]} ) .

وقال السدي( {[2144]} ) : " المن الزنجبيل( {[2145]} ) " ( {[2146]} ) .

وقيل : " هو الترنجبين " ( {[2147]} ) .

وعن ابن عباس : " المن هو الذي( {[2148]} ) " يسقط من( {[2149]} ) الشجر ، فيأكله الناس " ( {[2150]} ) .

وقال قتادة : " كان يسقط عليهم في مجلسهم من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس كسقوط( {[2151]} ) الثلج فيؤخذ منه بقدر ما يكفي ذلك اليوم/ فإن تعدى إلى أكثر فسد ، إلا يوم الجمعة فإنه( {[2152]} ) يؤخذ( {[2153]} ) ما يكفي فيه للجمعة وللسبت ، لأن يوم السبت عندهم يوم عبادة " ( {[2154]} ) . وقيل : " المن : الترنجبين " . وقيل : " المن أصمغة " ( {[2155]} ) .

وقال النبي [ عليه السلام ]( {[2156]} ) : " الكَمْأَةُ مِنَ المَنّ وماؤُها شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ " ( {[2157]} ) . قال أهل المعاني : " معنى " مِنَ المَنّ " أي مما( {[2158]} ) منَّ الله به على خلقه( {[2159]} ) بلا زرع ولا تكلف سقي " ( {[2160]} ) .

والسلوى : طائر يشبه السُّمانَى كانت الجنوب( {[2161]} ) تحشره عليهم( {[2162]} ) .

والسلوى والسمانى واحِدُه( {[2163]} ) وجمعه بلفظ( {[2164]} ) واحد . والمن : جمع لا واحد له مثل الخير والشر( {[2165]} ) . / وكان من قصة( {[2166]} ) المن والسلوى أن الله عز وجل أمر( {[2167]} ) موسى( {[2168]} ) إلى بيت المقدس فيسكنها ويجاهد فيها من الجبارين ، فأبوا القتال معه وقالوا : اذهب أنت وربك فقاتلا ، فغضب موسى صلى الله عليه وسلم لذلك( {[2169]} ) فدعا عليهم وقال : ( فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ القَوْمِ الفَاسِقِينَ ) ( {[2170]} ) ، فقال الله عز وجل : ( قَالَ فإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمُ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الاَرْضِ )( {[2171]} ) . فندم موسى عليه السلام على دعائه عليهم فأوحى الله عز وجل إليه : ( فَلاَ تَاسَ عَلَى الْقَوْمِ الفَاسِقِينَ )( {[2172]} ) أي لا تحزن . فقالوا : يا موسى ، فكيف لنا بالطعام ؟ فأنزل الله عز وجل( {[2173]} ) عليهم المن والسلوى . فكان يأتي أحدهم فينظر إلى الطير فإن وجده سميناً ذبحه ، وإلا تركه ، فإذا سمن أتاه ، فقالوا : هذا الطعام ، فأين الشراب ؟ فأمر الله عز وجل موسى صلى الله عليه وسلم أن يضرب بعصاه الحجر ، فانفجرت منه اثنتا عشرة عيناً ، لكل سبط عين . فقالوا : فأين الظل ؟ فظللهم الله بالغمام فقالوا : فأين اللباس ؟ [ فجعل الله ]( {[2174]} ) ثيابهم( {[2175]} ) تطول معهم كما يطول( {[2176]} ) الصبيان ، ولا يتخرق لهم ثوب ولا يتوسخ( {[2177]} ) .

قوله : ( مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ) [ 56 ] .

أي من مشتهيات( {[2178]} ) رزقنا( {[2179]} ) وقيل : من حلاله( {[2180]} ) .


[2120]:- سقط من ع1، ع2، ق، ع3.
[2121]:- قوله: "وهو قوله.. الغمام. قيل" ساقط من ق.
[2122]:- في ق: وهو الغمام.
[2123]:- انظر: معاني الأخفش 1/95، وتفسير الغريب 49، واللسان 2/1020.
[2124]:- في ع2: قيل. وهو تحريف.
[2125]:- في ع3، يأت.
[2126]:- انظر: جامع البيان 2/90، وتفسير ابن كثير 1/94-95، والدر المنثور 1/170.
[2127]:- في ع3: فاشتكوا بحر. وهو تحريف.
[2128]:- انظر: جامع البيان 2/90، وتفسير ابن كثير 1/94-95، والدر المنثور 1/170.
[2129]:- قوله: "وأطيب.. السحاب" ساقط من ع2.
[2130]:- انظر: هذا التوجيه في تفسير الغريب 49، ومفردات الراغب 377، واللسان 2/1020.
[2131]:- في ع3: السحاب. وهو تحريف.
[2132]:- انظر: تفسير الغريب 40، واللسان 2/104.
[2133]:- انظر: تفسير مجاهد 1/76.
[2134]:- في ع3: الشبح.
[2135]:- انظر: جامع البيان 2/101، والمحرر الوجيز 1/228، وتفسير القرطبي 1/407.
[2136]:- في ق: ابن. وهو خطأ.
[2137]:- انظر: جاع البيان 2/92، وتفسير ابن كثير 1/95، والدر المنثور 1/171.
[2138]:- ساقط من ق.
[2139]:- في ع2: فيمزجونه من.
[2140]:- انظر: جامع البيان 2/92.
[2141]:- ساقط من ق.
[2142]:- في ع3: النقير. وفي اللسان (3/712) أن النقي هو الخبز من الدقيق الأبيض الخالص.
[2143]:- انظر: جامع البيان 2/92، وتفسير ابن كثير 1/95، والدر المنثور 1/171.
[2144]:- في ع2: الأسدي. وهو تحريف.
[2145]:- والزنجبيل نبات يؤكل رطباً ويستعمل يابساً. اللسان 2/50.
[2146]:- انظر: جامع البيان 2/93.
[2147]:- انظر: تفسير الغريب 49، وجامع البيان 2/93. وهو قوله النحاس في تفسير القرطبي 1/406.
[2148]:- سقط من ع3.
[2149]:- في ح: عن.
[2150]:- انظر: جامع البيان 2/93.
[2151]:- في ع2: فسقوط. وهو تحريف.
[2152]:- سقط من ع2.
[2153]:- في ع2: فيؤخذ. وفي ح، ق: يأخذ.
[2154]:- في ع2: عباد. وهو تحريف. وانظر: قول قتادة في المحرر الوجيز 1/228، وتفسير ابن كثير 1/95، والدر المنثور 1/171.
[2155]:- وقوله: "وقيل المن الترنجيل... صمغة" ساقط من ع2، ع3.
[2156]:- في ع2، ع3: صلى الله عليه وسلم.
[2157]:- انظر: صحيح البخاري 5/148، ومسند الحميدي 1/42، وسنن ابن ماجه 2/1142-1143.
[2158]:- في ق: ما.
[2159]:- في ع3: عباده.
[2160]:- انظر: تفسير القرطبي 1/407.
[2161]:- في ع3: الجنود. وهو تحريف.
[2162]:- انظر: اللسان 2/209. وهو قول قتادة في جامع البيان 2/96، وتفسير ابن كثير 1/97.
[2163]:- في ع2: واحدة. وهو تصحيف.
[2164]:- في ق: بلفظه.
[2165]:- انظر: جامع البيان 2/96، ومعاني الأخفش 1/95، واللسان 2/209.
[2166]:- في ح: قصة نزول.
[2167]:- في ق: من.
[2168]:- في ع3: موسى صلى الله عليه وسلم.
[2169]:- سقط من ع2، ع3.
[2170]:- المائدة آية 27.
[2171]:- المائدة آية 28.
[2172]:- المائدة آية 28.
[2173]:- قوله: "عز وجل" ساقط من ع2، ح، ع3.
[2174]:- في ع1، ع2، ع3: فجعلهم. وفي ح: فجعلهم الله.
[2175]:- سقط من ع3.
[2176]:- في ق، ع3: تطول.
[2177]:- القول للسدي في جامع البيان 2/97، وتفسير ابن كثير 1/97.
[2178]:- في ع1، ق: من منتهيات.
[2179]:- في ع2: رقنا. وهو تحريف.
[2180]:- انظر: هذين القولين في جامع البيان 2/101