قوله تعالى { وظللنا } أي جعلنا الغمام يظلكم وذلك في التيه كما سيجيء في المائدة ، سخر الله لهم السحاب فيسير بسيرهم يظلهم من الشمس والظل ضوء ثان ، وينزل بالليل عمود من نار يسيرون في ضوئه ، وثيابهم لا تتسخ ولا تبلى ، وإذا ولد لهم مولود كان عليه ثوب كالظفر يطول بطوله كما كان لآدم قبل الزلة ، وينزل عليهم المن وهو الترنجبين مثل الثلج من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس ، لكل إنسان صاع لا أزيد ، ويبعث الله الجنوب فتحشر عليهم السلوى وهي السماني ، فيذبح الرجل منها ما يكفيه لا أزيد . مجاهد : المن صمغ حلو . وهب : هو الخبز السميذ . الزجاج : هو ما منّ الله تعالى به عليهم ، وهذا كما يروى مرفوعاً " الكمأة من المن وفيها شفاء للعين " وقيل : السلوى العسل . وقيل : طائر أحمر { كلوا } على إرادة القول أي وقلنا لهم كلوا { من طيبات } من حلالات { ما رزقناكم } وهذا للإباحة . { وما ظلمونا } يعني فظلموا بأن كفروا هذه النعم فجعلوا موضع الشكر كفراً ، وما ظلمونا فاختصر الكلام بحذفه لدلالة وما ظلمونا عليه { ولكن كانوا أنفسهم يظلمون } لأن وبال الظلم عائد عليهم لا إلى غيرهم ولا إلى الله تعالى . وإنما قال ههنا وفي الأعراف والتوبة والروم بزيادة لفظة { كانوا } لأنها إخبار عن قوم ماتوا وانقرضوا بخلاف قوله في آل عمران { ولكن أنفسهم يظلمون } [ آل عمران : 117 ] لأنه مثل ، والله أعلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.