الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{وَظَلَّلۡنَا عَلَيۡكُمُ ٱلۡغَمَامَ وَأَنزَلۡنَا عَلَيۡكُمُ ٱلۡمَنَّ وَٱلسَّلۡوَىٰۖ كُلُواْ مِن طَيِّبَٰتِ مَا رَزَقۡنَٰكُمۡۚ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَٰكِن كَانُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ يَظۡلِمُونَ} (57)

{ وَظَلَّلْنَا } وجعلنا الغمام يظلكم . وذلك في التيه ، سخر الله لهم السحاب يسير بسيرهم يظلهم من الشمس ؛ وينزل بالليل عمود من نار يسيرون في ضوئه ، وثيابهم لا تتسخ ولا تبلى ، وينزل عليهم { المن } وهو الترنجبين مثل الثلج . من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس ، لكل إنسان صاع ، ويبعث الله الجنوب فتحشر عليهم { السلوى } وهي السماني فيذبح الرجل منها ما يكفيه { كُلُواْ } على إرادة القول { وَمَا ظَلَمُونَا } يعني فظلموا بأن كفروا هذه النعم وما ظلمونا ، فاختصر الكلام بحذفه لدلالة { وَمَا ظَلَمُونَا } عليه .