فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَظَلَّلۡنَا عَلَيۡكُمُ ٱلۡغَمَامَ وَأَنزَلۡنَا عَلَيۡكُمُ ٱلۡمَنَّ وَٱلسَّلۡوَىٰۖ كُلُواْ مِن طَيِّبَٰتِ مَا رَزَقۡنَٰكُمۡۚ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَٰكِن كَانُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ يَظۡلِمُونَ} (57)

{ الغمام } السحاب { المن } صمغ حلو مع حموضة يشبه العسل .

{ السلوى } طائر يشبه السماني .

{ طيبات } مستلذات .

{ أنفسهم يظلمون } بتخسيرها وفعل ما يوردها العذاب .

{ وظللنا عليكم الغمام } . . . والغمام جمع غمامة كما السحاب جمع سحابة ، والغمام هو ما غم السماء فألبسها من سحاب وقتام وغير ذلك مما يسترها من أعين الناظرين . . .

{ وأنزلنا عليكم المن } . . . . عن الربيع ابن أنس قال { المن } شراب كان ينزل عليهم مثل العسل فيمزجوه بالماء ثم يشربونه . . . { السلوى } . . . طائر يشبه السماني واحدة وجماعة بلفظ واحد كذلك السماني لفظ جماعها وواحدها سواء . . .

{ كلوا من طيبات ما رزقناكم } وهذا مما استغنى بدلالة ظاهرة على ما ترك منه في الخطاب عليه { وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون } وهذا أيضا من الذي استغنى بدلالة ظاهرة على ما ترك منه وذلك المعنى الكلام : كلوا من طيبات ما رزقناكم فخالفوا ما أمرناهم به وعصوا ربهم ثم رسولنا إليهم وما ظلمونا ثم اكتفى بما ظهر عما ترك . . . { وما ظلمونا } بفعلهم ذلك ومعصيتهم . . . وما وضعوا فعلهم ذلك وعصيانهم إيانا موضع مضرة علينا ومنقصة لنا ولكنهم وضعوه من أنفسهم موضع مضرة عليها ومنقصة لها . . . ربنا جل ذكره لا تضره معصية عاص ، ولا يتحيف خزائنه ظلم ظالم ولا تنفعه طاعة مطيع ولا يزيد في ملكه عدل عادل بل نفسه يظلم الظالم وحظها يبخس العاصي وإياها ينفع المطيع وحظها يصيب العادل –{[286]} .


[286]:ما بين العارضتين من جامع البيان.