لطائف الإشارات للقشيري - القشيري  
{وَأَنكِحُواْ ٱلۡأَيَٰمَىٰ مِنكُمۡ وَٱلصَّـٰلِحِينَ مِنۡ عِبَادِكُمۡ وَإِمَآئِكُمۡۚ إِن يَكُونُواْ فُقَرَآءَ يُغۡنِهِمُ ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦۗ وَٱللَّهُ وَٰسِعٌ عَلِيمٞ} (32)

إذا كان القصدُ في المناكحة التأدب بآداب الشرع يكفي الله ببركاته مطالبات النفس والطبع ، وإنما يجب أن يكون القصدُ إلى التعفُّفِ ثم رجاءِ نسْلٍ يقوم بحقِّ الله .

قوله : { إِن يَكُونُوا فُقَرَآءَ يُغْنِهِمْ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ } يُغْنِيهمُ اللَّهُ في الحال ، أولاً بالنفس ثم غِنَى القلب ؛ وغنيُّ القلبِ غَنِي عن الشيء ، فالغَنِيَ عن الدنيا أتَمُّ من الغني بالدنيا . ويقال إن يكونوا فقراء في الحال يُغْنِهم الله في المستأنف والمآل .