في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{لِتَسۡتَوُۥاْ عَلَىٰ ظُهُورِهِۦ ثُمَّ تَذۡكُرُواْ نِعۡمَةَ رَبِّكُمۡ إِذَا ٱسۡتَوَيۡتُمۡ عَلَيۡهِ وَتَقُولُواْ سُبۡحَٰنَ ٱلَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَٰذَا وَمَا كُنَّا لَهُۥ مُقۡرِنِينَ} (13)

يذكر الناس بهذه الإشارة بنعمة الله عليهم في اصطفائهم بخلافة هذه الأرض ، وبما سخر لهم فيها من قوى وطاقات . ثم يوجههم إلى الأدب الواجب في شكر هذه النعمة وشكر هذا الاصطفاء ؛ وتذكر المنعم كلما عرضت النعمة ، لتبقى القلوب موصولة بالله عند كل حركة في الحياة :

( لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه وتقولوا : سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين ) . . فما نحن بقادرين على مقابلة نعمته بنعمة مثلها ، وما نملك إلا الشكر نقابل به هذا الإنعام .

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{لِتَسۡتَوُۥاْ عَلَىٰ ظُهُورِهِۦ ثُمَّ تَذۡكُرُواْ نِعۡمَةَ رَبِّكُمۡ إِذَا ٱسۡتَوَيۡتُمۡ عَلَيۡهِ وَتَقُولُواْ سُبۡحَٰنَ ٱلَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَٰذَا وَمَا كُنَّا لَهُۥ مُقۡرِنِينَ} (13)

{ سخر لنا هذا } ذلل لنا هذا المركب الصعب ، وجعله منقادا لنا . { وما كنا له مقرنين } أي مطيقين ؛ من أقرن الشيء وله : أطاقه وقوي عليه ؛ كأنه صار له قرنا ، أي مثله في الشدة . أو ضابطين . يقال : فلان مقرن لفلان ، أي ضابط له .

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{لِتَسۡتَوُۥاْ عَلَىٰ ظُهُورِهِۦ ثُمَّ تَذۡكُرُواْ نِعۡمَةَ رَبِّكُمۡ إِذَا ٱسۡتَوَيۡتُمۡ عَلَيۡهِ وَتَقُولُواْ سُبۡحَٰنَ ٱلَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَٰذَا وَمَا كُنَّا لَهُۥ مُقۡرِنِينَ} (13)

{ لتستووا على ظهوره } الضمير يعود على ما تركبون .

{ ثم تذكروا نعمة ربكم } يحتمل أن يكون هذا الذكر بالقلب أو باللسان ، ويحتمل أن يريد النعمة في تسخير هذا المركوب أو النعمة على الإطلاق ، وكان بعض السلف إذا ركب دابة يقول الحمد لله الذي هدانا للإسلام ، ثم يقول : سبحان الذي سخر لنا هذا .

{ وما كنا له مقرنين } أي : مطيقين وغالبين .