ثم قال تعالى : { لتستووا على ظهوره } ( أي : على{[61247]} ظهور ){[61248]} ما تركبون ، فلذلك وحدت الهاء .
وقال الفراء : معناه : على ظهور هذا الجنس{[61249]} ، فهو عنده بمنزلة : كَثُرَ{[61250]} الدرهم{[61251]} .
والأحسن أن تكون مردودة على لفظ ( ما ) في قوله : { ما تركبون }{[61252]} و( ما ) مذكرة اللفظ موحدة . ومثله الهاء في قوله : { إنا استويتم عليه }[ 12 ] . وإنما أتى{[61253]} ( ظهوره ) بالجمع ، لأنه رد على المعنى الواحد{[61254]} فيه بمعنى الجمع ، ورجعت{[61255]} الهاء على ( ما ) على اللفظ .
وهذا نادر قدم فيه الحمل على{[61256]} المعنى ( على الحمل على اللفظ وباب ( من ) و( ما ) أن يقدم فيه الحمل على اللفظ قبل الحمل على المعنى{[61257]} ) ونظيره قوله تعالى : {[61258]} { وقالوا ما في بطون هذه الأنعام خالصة لذكورنا ومحرم على أزواجنا }{[61259]} ( فقدم الحمل على المعنى قبل الحمل على اللفظ . وهذا على قراءة من قرأ ){[61260]} خالصة بتاء التأنيث{[61261]} ، ونظيره أيضا{[61262]} .
{ كل ذلك كان سيئة عند ربك مكروها }{[61263]} فأنت ( سيئة ) حملا على معنى ( كل ) ، ثم قال : ( مكروها ) فذكر ، حملا على لفظ ( كل ) . وهو كله ( نادر لم أجد ){[61264]} له نظيرا .
ثم قال تعالى : { ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه } أي : نعمة ربكم التي أنعم عليكم بها إذا سخر لكم ما تركبون في البر{[61265]} والبحر .
ثم قال : { وتقولوا سبحان الذي سخر لنا هذا } أي : وتقولوا تنزيها لله ( وبراءة له ){[61266]} من السوء الذي سخر لنا هذا الذي ركبناه .
قال قتادة : علمكم{[61267]} الله كيف تقولون إذا ركبتم الفلك : تقولون : { بسم الله مجراها ومرساها إني ربي لغفور رحيم }{[61268]} وإذا ركبتم الإبل تقولون : { سبحان الذي سخر لنا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون }{[61269]} .
وعلمكم ( ما تقولون ) إذا نزلتم من الفلك والأنعام جميعا ، تقولون : اللهم أنزلنا { منزلا مباركا وأنت خير المنزلين }{[61270]} .
وكان طاوس{[61271]} إذا ركب يقول : اللهم{[61272]} هذا من فضلت ومنك ثم يقول : { سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون }{[61273]} .
ومعنى { مقرنين } مطيقين ، قاله ابن عباس وقتادة والسدي وابن زيد ، أي لم نطق على الانتفاع بهذه الأنعام إلا بك{[61274]} .
وحكى أهل اللغة : أقرن له ، إذا أطاقه . وحكوا أنا مقرن لهذا{[61275]} أي : مطيق له{[61276]} .
وقال أبو عبيدة : مقرنين : ضابطين له{[61277]} .
وحكى أنه{[61278]} ( يقال : فلان مقرن لفلان ، أي : / ضابط له ){[61279]} .
وقد روي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه كان ( إذا جعل رجله في الركاب يقول ){[61280]} : بسم الله ، فإذا استوى راكبا قال : الحمد لله ، ثم يقول : { سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين } اللهم لا إله إلا أنت قد عملت سوءا ( وظلمت نفسي ){[61281]} فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت . ثم يقول : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل كفعلي{[61282]} .
وقال مجاهد : من ركب ولم يقل : { سبحان الذي سخر لنا هذا . . . }{[61283]} الآية ، قال{[61284]} له الشيطان تَغَنَّهْ{[61285]} ؛ فإن لم{[61286]} يحسن قال له تَمَنَّهْ{[61287]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.