الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{لِتَسۡتَوُۥاْ عَلَىٰ ظُهُورِهِۦ ثُمَّ تَذۡكُرُواْ نِعۡمَةَ رَبِّكُمۡ إِذَا ٱسۡتَوَيۡتُمۡ عَلَيۡهِ وَتَقُولُواْ سُبۡحَٰنَ ٱلَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَٰذَا وَمَا كُنَّا لَهُۥ مُقۡرِنِينَ} (13)

قوله : { لِتَسْتَوُواْ } : يجوزُ أَنْ تكونَ هذه لامَ العلة وهو الظاهرُ ، وأن تكونَ للصيرورة ، فتُعَلَّقَ في كليهما ب " جَعَل " . وجَوَّز ابنُ عطيةَ أَنْ تكونَ للأمر ، وفيه بُعْدٌ لقلَّة دخولها على أمر المخاطب . قُرِئ شاذاً " فَلْتَفْرحوا " وفي الحديث : " لِتَأْخُذوا مصافَّكم " وقال :

3984 لِتَقُمْ أنت يا بنَ خيرِ قُرَيْشٍ *** فَتُقَضَّى حوائجُ المُسْلمينا

نصَّ النحويون على قلِتَّها ، ما عدا أبا القاسِم الزجاجيَّ فإنه جَعَلها لغةً جيدة .

قوله : " على ظُهورِه " الضميرُ يعودُ على لفظِ " ما تَرْكَبون " ، فَجَمَعَ الظهورَ باعتبارِ معناها ، وأفرد الضميرَ باعتبار لفظِها .

قوله : " له مُقْرِنين " " له " متعلق ب " مُقْرِنين " قُدِّمَ للفواصل . والمُقْرِنُ : المُطيق للشيء الضابطُ له ، مِنْ أَقْرنه أي : أطاقه . والقَرَن الحَبْلُ . قال ابن هَرْمة :

3985 وأَقْرَنْتُ ما حَمَّلْتِني ولَقَلَّما *** يُطاق احتمالُ الصَّدِّ يا دعدُ والهَجْرِ

وقال عمرو بن معد يكرب :

3986 لقد عَلِمَ القبائلُ ما عُقَيْلٌ *** لنا في النائباتِ بمُقْرِنينا

وحقيقة أَقْرَنَه : وجده قَرينَه ، لأنَّ الصعب لا يكون قرينَةَ الضعيفِ . قال :

3987 وابنُ اللَّبونِ إذا ما لُزَّ في قَرَنٍ *** لم يَسْتَطِعْ صَوْلَةَ البُزْلِ القَناعيسِ

وقُرِئ " مُقْتَرنين " بالتاء قبل الراء .