في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{خُشَّعًا أَبۡصَٰرُهُمۡ يَخۡرُجُونَ مِنَ ٱلۡأَجۡدَاثِ كَأَنَّهُمۡ جَرَادٞ مُّنتَشِرٞ} (7)

( خشعا أبصارهم يخرجون من الأجداث كأنهم جراد منتشر . مهطعين إلى الداعي يقول الكافرون : هذا يوم عسر . . )

وهو مشهد من مشاهد ذلك اليوم ، يناسب هوله وشدته ظلال السورة كلها ؛ ويتناسق مع الإرهاص باقتراب الساعة ، ومع الإنباء بانشقاق القمر ، ومع الإيقاع الموسيقي في السورة كذلك !

" وهو متقارب سريع . وهو مع سرعته شاخص متحرك ، مكتمل السمات والحركات : هذه جموع خارجة من الأجداث في لحظة واحدة كأنهم جراد منتشر [ ومشهد الجراد المعهود يساعد على تصور المنظر المعروض ]

وهذه الجموع خاشعة أبصارها من الذل والهول ، وهي تسرع في سيرها نحو الداعي ، الذي يدعوها لأمر غريب نكير شديد لا تعرفه ولا تطمئن إليه . . وفي أثناء هذا التجمع والخشوع والإسراع يقول الكافرون : ( هذا يوم عسر ) . . وهي قولة المكروب المجهود ، الذي يخرج ليواجه الأمر الصعيب الرعيب ! .

فهذا هو اليوم الذي اقترب ، وهم عنه معرضون ، وبه يكذبون . فتول عنهم يوم يجيء ، ودعهم لمصيرهم فيه وهو هذا المصير الرعيب المخيف !

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{خُشَّعًا أَبۡصَٰرُهُمۡ يَخۡرُجُونَ مِنَ ٱلۡأَجۡدَاثِ كَأَنَّهُمۡ جَرَادٞ مُّنتَشِرٞ} (7)

خشّعا : جمع خاشع وهو الذليل .

الأجداث : القبور .

إنه يوم الفزَع الأكبر ، يوم تراهم :

{ خُشَّعاً أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الأجداث كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ } .

يخرجون من قبورهم في حالةِ هلع عظيم ، خاشعة أبصارهم من شدة الهول ، كأنهم من كثرتهم وسرعة انتشارهم جرادٌ منتشر . كما قال تعالى أيضا : { يَوْمَ يَكُونُ الناس كالفراش المبثوث } [ القارعة : 4 ] ، فهم في أول أمرِهم يكونون كالفَراش حين يموجون فزِعين لا يهتدون أين يتوجهون ، ثم يكونون كالجراد المنتشِر عندما يتوجهون للحشْر .

قراءات :

قرأ ابن كثير ونافع وابن عامر وعاصم : خُشّعاً بضم الخاء وتشديد الشين جمع خاشع . والباقون : خاشعاً أبصارهم على الأفراد .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{خُشَّعًا أَبۡصَٰرُهُمۡ يَخۡرُجُونَ مِنَ ٱلۡأَجۡدَاثِ كَأَنَّهُمۡ جَرَادٞ مُّنتَشِرٞ} (7)

{ خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ } أي : من الهول والفزع الذي وصل إلى قلوبهم ، فخضعت وذلت ، وخشعت لذلك أبصارهم .

{ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ } وهي القبور ، { كَأَنَّهُمْ } من كثرتهم ، وروجان بعضهم ببعض { جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ } أي : مبثوث في الأرض ، متكاثر جدا .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{خُشَّعًا أَبۡصَٰرُهُمۡ يَخۡرُجُونَ مِنَ ٱلۡأَجۡدَاثِ كَأَنَّهُمۡ جَرَادٞ مُّنتَشِرٞ} (7)

قوله تعالى : { خشعاً أبصارهم } قرأ أبو عمرو ، ويعقوب ، وحمزة ، والكسائي : { خاشعاً } على الواحد ، وقرأ الآخرون : { خشعاً } بضم الخاء وتشديد الشين على الجمع . ويجوز في أسماء الفاعلين إذا تقدمت على الجماعة التوحيد والجمع والتذكير والتأنيث ، تقول : مررت برجال حسن أوجههم ، وحسنة أوجههم ، وحسان أوجههم ، قال الشاعر :

ورجال حسن أوجههم*** من إياد بن نزار بن معد

وفي قراءة عبد الله : ( خاشعة أبصارهم ) ، أي : ذليلة خاضعة عند رؤية العذاب . { يخرجون من الأجداث } من القبور ، { كأنهم جراد منتشر } منبث حيارى ، وذكر المنتشر على لفظ الجراد ، نظيرها ، { كالفراش المبثوث } ( القارعة-4 ) وأراد أنهم يخرجون فزعين لا جهة لأحد منهم يقصدها ، كالجراد لا جهة لها ، تكون مختلطة بعضها في بعض .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{خُشَّعًا أَبۡصَٰرُهُمۡ يَخۡرُجُونَ مِنَ ٱلۡأَجۡدَاثِ كَأَنَّهُمۡ جَرَادٞ مُّنتَشِرٞ} (7)

{ خشعا } ذليلة { أبصارهم يخرجون من الأجداث } القبور { كأنهم جراد منتشر } كقوله { كالفراش المبثوث }

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{خُشَّعًا أَبۡصَٰرُهُمۡ يَخۡرُجُونَ مِنَ ٱلۡأَجۡدَاثِ كَأَنَّهُمۡ جَرَادٞ مُّنتَشِرٞ} (7)

ولما بين دعاءه بما هال أمره ، بين حال المدعوين زيادة في الهول فقال : { خشعاً أبصارهم } أي ينظرون نظرة الخاضع الذليل السافل المنزلة المستوحش الذي هو بشر حال ، ونسب الخشوع إلى الأبصار لأن العز والذل يتبين من النظر فإن الذل أن يرمي به صاحبه إلى الأرض مثلاً مع هيئة يعرف منها ذلك كما قال تعالى : { خاشعين من الذل ينظرون من طرف خفي } وإفراده في قراءة أبي عمرو ويعقوب وحمزة والكسائي{[61756]} على أن الخشوع بلغ في النهاية من الشدة ونسبته إلى كل بصر على حد سواء ، وجمع على لغة " أكلوني البراغيث " تفي قراءة الباقين بضم الخاء وتشديد الشين مفتوحة أو مستنداً المدعوين ، والإبصار يدل بعض الإشارة إلى أن كل ذلك موزع على الأبصار .

ولما بين من حالهم هكذا ما يدل على نكارة ذلك اليوم ، بين كيفية خروجهم بياناً لما يلزم من تصوره زيادة الذعر فقال : { يخرجون } أي على سبيل التجدد الأشرف فالأشرف { من الأجداث } أي القبور المهيأة لسماع النفخ في الصور { كأنهم } في كثرتهم وتراكم بعضهم على بعض من كبيرهم وصغيرهم وضعيفهم وقويهم { جراد منتشر * } أي منبث متفرق حيران مطاوع لمن نشره بعدما كان فيه من سكون مختلط بعضه ببعض ، لا جهة له في الحقيقة يقصدها لو خلى ونفسه .


[61756]:- راجع نثر المرجان 7/ 115.
 
تفسير الجلالين للمحلي والسيوطي - تفسير الجلالين [إخفاء]  
{خُشَّعًا أَبۡصَٰرُهُمۡ يَخۡرُجُونَ مِنَ ٱلۡأَجۡدَاثِ كَأَنَّهُمۡ جَرَادٞ مُّنتَشِرٞ} (7)

{ خشعا أبصارهم يخرجون من الأجداث كأنهم جراد منتشر }

{ خاشعاً } أي ذليلاً ، وفي قراءة خُشَّعاً بضم الخاء وفتح الشين مشددة { أبصارهم } حال من الفاعل { يخرجون } أي الناس { من الأجداث } القبور { كأنهم جراد منتشر } لا يدرون أين يذهبون من الخوف والحيرة ، والجملة حال من فاعل يخرجون وكذا قوله :