في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَيَٰقَوۡمِ إِنِّيٓ أَخَافُ عَلَيۡكُمۡ يَوۡمَ ٱلتَّنَادِ} (32)

21

ثم يطرق على قلوبهم طرقة أخرى ، وهو يذكرهم بيوم آخر من أيام الله . يوم القيامة . يوم التنادي :

( ويا قوم إني أخاف عليكم يوم التناد . يوم تولون مدبرين ما لكم من الله من عاصم . ومن يضلل الله فما له من هاد ) . .

وفي ذلك اليوم ينادي الملائكة الذين يحشرون الناس للموقف . وينادي أصحاب الأعراف على أصحاب الجنة وأصحاب النار . وينادي أصحاب الجنة أصحاب النار ، وأصحاب النار أصحاب الجنة . . فالتنادي واقع في صور شتى . وتسميته ( يوم التناد )تلقي عليه ظل التصايح وتناوح الأصوات من هنا ومن هناك ، وتصور يوم زحام وخصام .

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{وَيَٰقَوۡمِ إِنِّيٓ أَخَافُ عَلَيۡكُمۡ يَوۡمَ ٱلتَّنَادِ} (32)

29

المفردات :

يوم التناد : يوم القيامة ، ينادي بعضهم بعضا للاستغاثة ، ويكثر فيه نداء أصحاب الجنة ، وأصحاب النار .

التفسير :

32- { ويا قوم إني أخاف عليكم يوم التناد } .

إنّي أشفق عليكم من عذاب يوم القيامة ، حين ينادي أهل الجنة أهل النار ، وحين ينادي أهلُ النار أهل الجنة ، وحين ينادي أصحاب الأعراف أهل النار ، كما ورد في الآيات 44 ، 48 ، 50 من سورة الأعراف ، وفي ذلك اليوم تنادي الملائكة أهل السعادة لدخول الجنة ، وعلى أهل الشقاء لدخول النار ، فلفظ التناد بتخفيف الدال ، - وحذف الياء – تفاعل من النداء ، يقال : تنادى القوم ، إذ نادى بعضهم بعضا .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{وَيَٰقَوۡمِ إِنِّيٓ أَخَافُ عَلَيۡكُمۡ يَوۡمَ ٱلتَّنَادِ} (32)

ثم خوفهم بيوم القيامة وهو قوله { إني أخاف عليكم يوم التناد } وذلك أنه يكثر النداء في ذلك اليوم ينادى بالسعادة والشقاوة وينادى فيدعى كل أناس بإمامهم

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَيَٰقَوۡمِ إِنِّيٓ أَخَافُ عَلَيۡكُمۡ يَوۡمَ ٱلتَّنَادِ} (32)

ولما أشرق من آفاق هذا الوعظ شمس البعث ونور الحشر ، لأنه لا يسوغ أصلاً أن ملكاً يدع عبيده يبغي بعضهم على بعض من غير إنصاف بينهم ونحن نرى أكثر الخلق يموت مقهوراً من ظالمه ، ومكسوراً من حاكمه ، فعلم قطعاً أن الموت الذي لم يقدر ولا يقدر أحد أصلاً أن يسلم منه إنما هو سوق إلى دار العرض وساحة الجزاء للقرض - كما جرت به عادة الملوك إذا وكلوا بمن يأمرون باحضاره إليهم لعرضه عليهم ليظهر التجلي في صفات الجبروت والعدل ، ومظاهر الكرم والفضل قال : { ويا قوم } ولما كانوا منكرين للبعث أكد فقال : { إني أخاف } وعبر بأداة الاستعلاء زيادة في التخويف فقال : { عليكم } ولما كان قد سماه فيما مضى بالتلاقي والآزفة لما ذكر ، عرف هنا أن الخلق فيه وجلون خائفون وأنهم لكثرة الجمع ينادُون وينادَون للرفعة أو الضعة وغير ذلك من الأمور المتنوعة التي مجموعها يدل على ظهور الجبروت وذل الخلق لما يظهر لهم من الكبرياء والعظموت فقال : { يوم التناد * } أي أهواله وما يقع فيه ، فينادي الجبار سبحانه بقوله { ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدو الشيطان } وينادونه " بلى يا ربنا " وتنادي الملائكة بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب " يا فلان ابن فلان أقبل لفصل النزاع " وينادي ذلك العبد " ألا سمعاً وطاعة " وينادي الفائز " ألا نعم أجر العاملين " وينادي الخائب " ألا بئس منقلب الظالمين " وينادي بالشقاوة والسعادة ألا إن فلان قد سعد ، ألا إن فلانا قد شقي ، وينادي أصحاب الأعراف ، وأهل الجنة أهل النار ، وأهل النار أهل الجنة ، وينادي الكل حين يذبح الموت ، ويدعى كل أناس بإمامهم ، وتتنادى الملائكة وقد أحاطوا بالثقلين صفوفاً مترتبة ترتب السماوات التي كانوا بها بالتسبيح والتقديس ، وترتفع الأصوات بالضجيج ، بعضهم بالسرور وبعضهم بالويل والثبور ، وتنادي ألسن النيران : أي الجبارون أين المتكبرون ، وتنادي الجنة ، أين المشمرون في مرضاة الله والصابرون ، فيا له يوماً يذل فيه العصاة العتاة ، ويعز المنكسرة قلوبهم من أجل الله ، وقرأ ابن عباس رضي الله عنهما في آخرين بتشديد الدال من التناد على أنه مصدر تنادّ من ند البعير - إذا هرب ونفر ، وهو كقوله يوم

( يفر المرء من أخيه }[ عبس : 34 ] وتقدم في حذف ياء التلاق وإثباتها ما يمكن الفطن تنزيله هنا .