تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱصۡبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ} (200)

ثم حض المؤمنين على ما يوصلهم إلى الفلاح - وهو : الفوز والسعادة والنجاح ، وأن الطريق الموصل إلى ذلك لزوم الصبر ، الذي هو حبس النفس على ما تكرهه ، من ترك المعاصي ، ومن الصبر على المصائب ، وعلى الأوامر الثقيلة على النفوس ، فأمرهم بالصبر على جميع ذلك .

والمصابرة{[180]} أي  الملازمة والاستمرار على ذلك ، على الدوام ، ومقاومة الأعداء في جميع الأحوال .

والمرابطة : وهي{[181]}  لزوم المحل الذي يخاف من وصول العدو منه ، وأن يراقبوا أعداءهم ، ويمنعوهم من الوصول إلى مقاصدهم ، لعلهم يفلحون : يفوزون بالمحبوب الديني والدنيوي والأخروي ، وينجون من المكروه كذلك .

فعلم من هذا أنه لا سبيل إلى الفلاح بدون الصبر والمصابرة والمرابطة المذكورات ، فلم يفلح من أفلح إلا بها ، ولم يفت أحدا الفلاح إلا بالإخلال بها أو ببعضها .

والله الموفق ولا حول ولا قوة إلا به .

تم تفسير " سورة آل عمران " والحمد لله على نعمته ، ونسأله تمام النعمة .


[180]:- في ب: هي.
[181]:- في النسختين وهو، ولعل الصواب ما أثبت.
 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱصۡبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ} (200)

وقوله : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا } قال الحسن البصري ، رحمه الله : أمروا أن يصبروا على دينهم الذي ارتضاه الله لهم ، وهو الإسلام ، فلا يدعوه لسرّاء ولا لضرّاءَ ولا لشِدَّة ولا لرِخَاء ، حتى يموتوا مسلمين ، وأن يصابروا الأعداء الذين يكتمون{[6425]} دينهم . وكذلك قال غير واحد من علماء السلف .

وأما المرابطة فهي المداومة في مكان العبادة والثبات . وقيل : انتظار الصلاة بعد الصلاة ، قاله [ مجاهد و ]{[6426]} ابن عباس وسهل بن حُنَيف ، ومحمد بن كعب القُرَظي ، وغيرهم .

وروى ابن أبي حاتم هاهنا الحديث الذي رواه مسلم والنسائي ، من حديث مالك بن أنس ، عن العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب ، مولى الحُرَقَة ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ألا أخبركم بما يمحو الله به الخطايا ، ويرفع به الدرجات ؟ إسباغُ الوضوء على المكاره ، وكثرة الخُطا إلى المساجد ، وانتظار الصلاة بعد الصلاة ، فذلكم الرِّبَاط ، فذلكم الرباط ، فذلكم الرباط " {[6427]} .

وقال ابن مردويه : حدثنا محمد بن أحمد ، حدثنا موسى بن إسحاق حدثنا أبو جُحَيْفة{[6428]} علي ابن يزيد الكوفي ، أنبأنا ابن أبي كريمة ، عن محمد بن يزيد{[6429]} عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال : أقبل عليَّ أبو هريرة يوما فقال : أتدري يا ابن أخي فيم نزلت{[6430]} هذه الآية : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا } ؟ قلت : لا . قال : أما إنه لم يكن في زمان النبي صلى الله عليه وسلم غزو يرابطون فيه ، ولكنها نزلت في قوم يعمرون المساجد ، يصلون الصلاة في مواقيتها ، ثم يذكرون الله فيها ، فعليهم أنزلت : { اصْبِرُوا } أي : على الصلوات الخمس { وَصَابِرُوا } [ على ]{[6431]} أنفسكم وهواكم { وَرَابِطُوا } في مساجدكم { وَاتَّقُوا اللَّهَ } فيما عليكم { لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }{[6432]} .

وهكذا رواه الحاكم في مستدركه من طريق سعيد بن منصور بن المبارك عن مصعب بن ثابت ، عن داود بن صالح ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة - بنحوه{[6433]} .

وقال ابن جرير : حدثني أبو السائب ، حدثني ابن فضيل{[6434]} عن عبد الله بن سعيد المقبري ، عن جده ، عن شرحبيل ، عن علي ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ألا أدلكم على ما يُكَفِّر الذنوب والخطايا ؟ إسْباغُ الوُضُوء على المكاره ، وانتظار الصلاة بعد الصلاة ، فذلكم الرِّباط " {[6435]} .

وقال ابن جرير أيضا : حدثنا موسى بن سَهْل الرملي ، حدثنا يحيى بن واضح ، حدثنا محمد بن مُهاجر ، حدثني يحيى بن يزيد ، عن زيد بن أبي أُنَيْسَة ، عن شُرَحْبيل ، عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ألا أدُلُّكم على ما يَمْحُو الله به الخطايا ويُكفّر به الذنوب ؟ " قلنا : بلى يا رسول الله . قال : " إسباغ الوُضوء في أماكنها ، وكثرة الخُطا إلى المساجد ، وانتظار الصلاة بعد الصلاة ، فذلكم الرِّباط " {[6436]} .

وقال ابن مَرْدُويه : حدثني محمد بن علي ، أنبأنا محمد بن عبد الله بن{[6437]} السلام البيروتي ، أنبأنا محمد بن غالب الأنطاكي ، أنبأنا عثمان بن عبد الرحمن ، أنبأنا الوازع بن نافع ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، عن أبي أيوب ، رضي الله عنه ، قال : وقف علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " هل لكم{[6438]} إلى ما يمحو الله به الذنوب ويعظم به الأجر ؟ " قلنا : نعم ، يا رسول الله ، وما هو ؟ قال : " إسباغ الوضوء على المكاره ، وكثرة الخطا إلى المساجد ، وانتظار الصلاة بعد الصلاة " .

قال : " وهو قول الله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } فذلك هو الرباط في المساجد " وهذا حديث غريب من هذا الوجه جدًا{[6439]} .

وقال عبد الله بن المبارك ، عن مُصْعَب بن ثابت بن عبد الله بن الزُّبَيْر ، حدثني داود بن صالح قال : قال لي أبو سلمة بن عبد الرحمن : يا ابن أخي ، هل تدري في أي شيء نزلت هذه الآية { اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا } ؟ قال : قلت : لا . قال : إنه - يا ابن أخي - لم يكن في زمان النبي صلى الله عليه وسلم غَزْو يُرَابَطُ فيه ، ولكنه انتظار الصلاة بعد الصلاة . رواه ابن جرير ، وقد تقدم سياقُ ابن مَرْدُويه ، وأنه من كلام أبي هريرة ، فالله أعلم .

وقيل : المراد بالمرابطة هاهنا مرابطة الغزو في نُحور العدو ، وحفظ ثُغور الإسلام وصيانتها عن دخول الأعداء إلى حَوْزَة بلاد المسلمين ، وقد وردت الأخبار بالترغيب في ذلك ، وذِكْر كثرة الثواب فيه ، فرَوَى البخاري في صحيحه عن سَهْل بن سَعْد الساعدي ، رضي الله عنه{[6440]} أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " رباطُ يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها " {[6441]} .

حديث آخر : روى مسلم ، عن سَلمان الفارسي ، عن رسوله الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " رباطُ يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه ، وَإنْ مات جَرَى عليه عمله الذي كان يعمله ، وأجْرِيَ عليه رزْقُه ، وأمِنَ الفَتَّان " {[6442]} .

حديث آخر : قال الإمام أحمد : حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، حدثنا ابن المبارك ، عن حَيْوة بن شُرَيح ، أخبرني أبو هانئ الخولاني ، أن عمرو بن مالك الجَنْبي{[6443]} أخبره : أنه سمع فُضالة بن عُبيد يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " كل ميّت يُخْتَمُ على عمله ، إلا الذي مات مُرَابطًا في سبيل الله ، فإنه يَنْمى{[6444]} له عملُه إلى يوم القيامة ، ويأمن فتنة القبر " .

وهكذا رواه أبو داود ، والترمذي من حديث أبي هانئ الخولاني . وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح . وأخرجه ابن حبان في صحيحه أيضًا{[6445]} .

حديث آخر : وروى الإمام أحمد أيضًا عن يحيى بن إسحاق وحسن بن موسى وأبي{[6446]} سعيد [ وعبد الله بن يزيد ]{[6447]} قالوا : حدثنا{[6448]} ابن لَهِيعة حدثنا مَشْرَح بن هاعان ، سمعت عقبة بن عامر يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " كل ميّت يُخْتَم له على عمله ، إلا المرابط في سبيل الله ، فإنه يجري عليه{[6449]} عمله حتى يُبْعَثَ ويأمن من الفَتَّان " {[6450]} .

وروى الحارث بن محمد بن أبي أسامة في مسنده ، عن المقبري وهو عبد الله بن يزيد ، به إلى قوله : " حتى يبعث " دون ذكر " الفتان " {[6451]} . وابن لَهِيعة إذا صرح بالتحديث فهو حَسَن ، ولا سيما مع ما تقدم من الشواهد .

حديث آخر : قال أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجة في سننه : حدثنا يونس بن عبد الأعلى ، حدثنا عبد الله بن وَهْب ، أخبرني اللَّيْث ، عن زُهرة بن مَعْبَد{[6452]} عن أبيه ، عن أبي هُرَيرة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من مات مُرَابطًا في سبيل الله ، أجرى{[6453]} عليه عمله الصالح الذي كان يعمل وأجْري عليه رزقه ، وأمن من الفتان ، وبعثه الله يوم القيامة آمنا من الفَزَع " {[6454]} .

طريق أخرى : قال الإمام أحمد : حدثنا موسى ، أنبأنا ابن لَهِيعة ، عن موسى بن وَرْدان ، عن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من مات مُرَابطا وقي فِتنة القبر ، وأمن{[6455]} من الفَزَع الأكبر ، وغَدَا عليه وريح برزقه من الجنة ، وكتب له أجر المرابط إلى يوم القيامة " {[6456]} .

حديث آخر : قال الإمام أحمد : حدثنا إسحاق بن عيسى ، حدثنا إسماعيل بن عيَّاش ، عن محمد بن عمرو بن حَلْحَلَة الدؤلي ، عن إسحاق بن عبد الله ، عن أم الدَّرْداء ترفع الحديث قالت{[6457]} من رابط في شيء من سواحل المسلمين ثلاثة أيام ، أجزأت عنه رباط سنة " {[6458]} .

حديث آخر : قال الإمام أحمد : حدثنا محمد بن جعفر ، حدثنا كَهْمَس ، حدثنا مُصْعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير قال : قال عثمان ، رضي الله عنه - وهو يخطب على منبره - : إني مُحدِّثكم حديثًا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يمنعني أن أحدثكم به إلا الضّن بكم ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " حَرْسُ ليلة في سبيل الله أفضل{[6459]} من ألف ليلة يقام ليلها ويُصَام نهارها " {[6460]} .

وهكذا رواه أحمد أيضا عن رَوْح عن كهمس عن مصعب بن ثابت ، عن عثمان{[6461]} . وقد رواه ابن ماجه عن هشام بن عمَّار ، عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، عن مُصْعب بن ثابت ، عن عبد الله بن الزبير قال : خطب عثمان بن عفان الناس فقال : يأيها الناس ، إني سمعت حديثا من رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يمنعني أن أحدثكم به إلا الضّنّ بكم وبصحابتكم ، فَليخْتَرْ مُخْتَار لنفسه أو ليَدَعْ . سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من رَابطَ لَيْلة في سَبِيل الله كانت كألْفِ ليلة صِيامها وقِيامها " {[6462]} .

طريق أخرى عن عثمان [ رضي الله عنه ]{[6463]} قال الترمذي : حدثنا الحسن بن علي الخلال ، حدثنا هشام بن عبد الملك ، حدثنا الليث بن سعد ، حدثنا أبو{[6464]} عَقِيل زهْرَة بن مَعْبد ، عن أبي صالح مولى عثمان بن عفان قال : سمعت عثمان - وهو على المنبر - يقول : إني كَتَمْتُكُمْ حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم كَرَاهية تفرقكم عني ، ثم بدا لي أن أحدثكُمُوه ، ليختار امرؤ لنفسه ما بدا له ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " رباطُ يوم في سَبِيل الله خَير من ألف يوم فيما سِوَاه من المنازل " .

ثم قال الترمذي : هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه ، قال محمد - يعني البخاري - : أبو صالح مولى عثمان اسمه بُرْكان{[6465]} وذكر غير الترمذي أن اسمه الحارث ، فالله أعلم{[6466]} وهكذا رواه الإمام أحمد من حديث الليث بن سعد وعبد الله بن لَهِيعة وعنده زيادة في آخره فقال - يعني عثمان - : فليرابط امرؤ كيف شاء ، هل بلغت ؟ قالوا : نعم . قال : اللهم اشهد{[6467]} .

حديث آخر : قال أبو عيسى الترمذي : حدثنا ابن أبي عمر ، حدثنا سفيان ، حدثنا محمد بن المُنْكَدر قال : مر سَلْمان الفارسي بشُرَحْبِيل بن السِّمْط ، وهو في مُرَابَط له ، وقد شَق عليه وعلى أصحابه فقال : أفلا{[6468]} أحدثك - يا ابن السمط - بحديث سمعتُه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : بلى . قال : سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " رِبَاط يوم في سبيل الله أفضل - أو قال : خير - من صيام شهر وقيامه ، ومن مات فيه وُقي فِتْنَة القبر ، ونَمَا له عمله إلى يوم القيامة " .

تفرد به الترمذي من هذا الوجه ، وقال : هذا حديث حسن{[6469]} . وفي بعض النسخ زيادة : وليس إسناده بمتصل ، وابن المنكدر لم يدرك سلمان .

قلت : الظاهر أن محمد بن المنكدر سمعه من شرحبيل بن السِّمط وقد رواه مسلم والنسائي من حديث مكحول وأبي عُبيدة بنُ عقبة ، كلاهما عن شرحبيل بن السمط - وله صحبة - عن سلمان الفارسي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " رِباطُ يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه ، وإن مات جرى عليه عمله الذي كان يعمله ، وأجرِي عليه رزقُه ، وأمن الفَتَّان " وقد تقدم{[6470]} سياق مسلم بمفرده{[6471]} .

حديث آخر : قال ابن ماجة : حدثنا محمد بن إسماعيل بن سَمُرة ، حدثنا{[6472]} محمد بن يَعْلى السُّلَمي ، حدثنا عُمَر بن صُبَيْح ، عن عبد الرحمن بن عَمْرو ، عن مكحول ، عن أبي بن كعب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لربَاط يوم في سبيل الله ، من وراء عَوْرَة المسلمين مُحْتَسبًا ، من غير شهر رمضان ، أعظمُ أجرًا من عبادة مائة سنة ، صيامها وقيامها . ورباطُ يوم في سبيل الله ، من وراء عورة المسلمين محتسبا ، من شهر رمضان ، أفضل عند الله وأعظم أجرا - أراه قال - : من عبادة ألف سنة صيامها ، وقيامها فإن رده الله تعالى إلى أهله سالما ، لم تكتب{[6473]} عليه سيئة ألف سنة ، وتكتب له الحسنات ، ويُجْرَى له أجر الرباط إلى يوم القيامة " .

هذا حديث غريب ، بل منكر من هذا الوجه ، وعُمَر بن صُبَيْح مُتَّهم{[6474]} .

حديث آخر : قال ابن ماجة : حَدثنا عيسى بن يونس الرمْلي ، حدثنا محمد بن شُعيب بن شابور ، عن سعيد بن خالد بن أبي طويل ، سمعتُ أنس بن مالك يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " حَرْسُ ليلة في سبيل الله أفضل من صيام رَجُل وقيامه في أهله ألف سنة : السنة ثلاثمائة وستون{[6475]} يوما ، واليوم{[6476]} كألف سنة " .

وهذا حديث غريب أيضا{[6477]} وسعيد بن خالد هذا ضَعَّفَه أبو زُرْعَة وغير واحد من الأئمة ، وقال العقيلي : لا يتابع على حديثه . وقال ابن حبان : لا يجوز الاحتجاج به . وقال الحاكم : روى عن أنس أحاديث موضوعة .

حديث آخر : قال ابن ماجة : حدثنا محمد بن الصَّبَّاح ، أنبأنا عبد العزيز بن محمد ، عن صالح بن مُحَمَّد بن زائدَةَ ، عن عُمَرَ بن عبد العزيز ، عن عقبة بن عامر الجهني قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " رحم الله حارس الحرس " {[6478]} .

فيه انقطاع بين عمر بن عبد العزيز وعقبة بن عامر ، فإنه لم يدركه ، والله أعلم .

حديث آخر : قال أبو داود : حدثنا أبو تَوْبَةَ ، حدثنا معاوية - يعني ابن سلام عن زيد - يعني ابن سلام - أنه سمع أبا سلام قال : حدثني السلولي : أنه حدثه سهل ابن الحنظلية{[6479]} أنهم ساروا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حُنين ، فأطنبوا السير حتى كانت عَشِيّة ، فحضرت الصلاة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجاء رجل فارس فقال : يا رسول الله ، إني انطلقت بين أيديكم حتى طلعت جبل كذا وكذا ، فإذا أنا بهُوازن على بَكْرَة أبيهم بظُعنهم ونَعَمِهم وشَائِهم{[6480]} اجتمعوا إلى حنين ، فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم وقال : " تلك غَنِيمَة المسلمين غدًا إن شاء الله [ تعالى{[6481]} ] " . ثم قال : " من يحرسنا الليلة ؟ " قال أنس بن أبي مرثد : أنا يا رسول الله . فقال{[6482]} فاركب " فركب فرسًا له ، فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اسْتَقْبِل هذا الشِّعْب حتى تكون في أعلاه ولا يَغَرَّن{[6483]} من قِبَلِك الليلة " فلما أصبحنا خرَج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مُصَلاه فركع ركعتين ثم قال : " هل أحسستم فارسكم ؟ " قال رجل : يا رسول الله ، ما أحسسناه ، فثُوِّب بالصلاة ، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو يصلي يلتفت إلى الشعب ، حتى إذا قضى صلاته قال : " أبْشِرُوا فقد جاءكم فارسكم " فجعلنا ننظر إلى خِلال الشجر في الشعب ، فإذا هو قد جاء ، حتى وقف على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إني انطلقت حتى كنت في أعلى هذا الشعب حيث رسول الله{[6484]} صلى الله عليه وسلم ، فلما أصبحت طلعت الشعبين كليهما ، فنظرت فلم أر أحدًا ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هل نزلت الليلة ؟ " قال : لا إلا مصليًا أو قاضيًا حاجة ، فقال له : " أوْجَبْتَ ، فلا عليك ألا تعمل بعدها " .

ورواه النسائي عن محمد بن يحيى بن محمد بن كثير الحراني ، عن أبي توبة وهو الربيع بن نافع به{[6485]} .

حديث آخر : قال الإمام أحمد : حدثنا زيد بن الحُبَاب : حدثنا عبد الرحمن بن شُرَيح ، سمعت محمد بن شُمَير{[6486]} الرُّعَيْني يقول : سمعت أبا عامر التَّجِيبي . قال الإمام أحمد : وقال غير زيد : أبا علي الجَنْبِي{[6487]} يقول : سمعت أبا ريحانة يقول : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة ، فأتينا ذات ليلة إلى شَرَف فَبتْنَا عليه ، فأصابنا برد شديد ، حتى رأيتُ مَنْ يحفر في الأرض حفرة ، يدخل فيها ويلقى عليه الجَحْفَة - يَعني التِّرس - فلما رأى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم مِن الناس نادى : " من يَحْرُسُنا في هذه الليلة فأدعو له بدعاء يكون له فيه فضل ؟ " فقال رجل من الأنصار : أنا يا رسول الله . فقال : " ادْنُ " فدنا ، فقال : " من أنت ؟ " فتسمى له الأنصاري ، ففتح رسول الله صلى الله عليه وسلم بالدعاء ، فأكثر منه . فقال{[6488]} أبو ريحانة : فلما سمعت ما دعا به رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت{[6489]} أنا رجل آخر . فقال : " ادن " . فدنوت . فقال : من أنت ؟ قال : فقلت : أنا أبو ريحانة . فدعا بدعاء هو دون ما دعا للأنصاري ، ثم قال : " حُرِّمَت النار على عَيْنٍ دَمِعَت - أو بَكَتْ - من خَشْيَةِ الله ، وحرمت النار على عين سَهِرَتْ في سَبِيل الله " .

وروى النسائي منه : " حرمت النار . . . " إلى آخره عن عِصْمَة بن الفضل ، عن زيد بن الحباب به ، وعن الحارث بن مسكين ، عن ابن وَهْب ، عن عبد الرحمن بن شُرَيح ، به ، وأتم ، وقال في الروايتين : عن أبي علي الجنبي{[6490]} {[6491]} .

حديث آخر : قال الترمذي : حدثنا نصر بن علي الجَهْضَمِيّ ، حدثنا بِشْر بن عُمَر ، حدثنا شعيب بن رزَيق أبو شَيْبة ، حدثنا عطَاء الخراساني ، عن عطاء بن أبي رَبَاح ، عن ابن عباس قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " عَيْنان لا تَمَسُّهما النار : عَيْنٌ بَكَتْ من خَشْيَةِ الله ، وعين باتت تَحْرُسُ في سبيل الله " .

ثم قال : حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث شُعَيب بن رُزَيق{[6492]} قال : وفي الباب عن عثمان وأبي ريحانة{[6493]} قلت : وقد تقدما ، ولله الحمد .

حديث آخر : قال الإمام أحمد : حدثنا يحيى بن غَيْلان ، حدثنا رِشْدين ، عن زَبّان{[6494]} عن سهل بن معاذ عن أبيه معاذ بن أنس ، رضي الله عنه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من حَرَس من وراء المسلمين في سبيل الله متطوعا لا بأجرة سلطان ، لم ير النار بعينيه إلا تَحِلَّة القَسَم ، فإن الله يقول : { وَإِنْ مِنْكُمْ إِلا وَارِدُهَا } [ مريم : 71 ] .

تفرد به أحمد{[6495]} رحمه الله [ تعالى ]{[6496]} .

حديث آخر : روى البخاري في صحيحه ، عن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " تَعِسَ عبد الدينار وعبد الدِّرْهَم وعبد الخَميصة ، إن أُعْطِيَ رضي ، وإن لم يُعْطَ سَخِط ، تَعس وانتكَسَ ، وإذا شيك فلا انْتَقَش{[6497]} طُوبَى لعَبدٍ آخذٍ بعنان فَرَسه في سبيل الله ، أشعثَ رأسُهُ ، مُغَبَّرةٍ قدماه ، إن كان في الحراسة كان في الحراسة ، وإن كان في السَّاقة كان في الساقة ، إن استأذن لم يؤذن له ، وإن شَفَع لم يُشفَّعْ " {[6498]} .

فهذا ما تَيَسَّر إيراده من الأحاديث المتعلقة بهذا المقام ، ولله الحمدُ على جزيل الإنعام ، على تعاقب الأعوام والأيام .

وقال ابن جرير : حدثني المُثَنَّى ، حدثنا مُطَرِّف بن عبد الله المدني{[6499]} حدثنا مالك ، عن زيد بن أسلم قال : كتب أبو عبيدة ، رضي الله عنه ، إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه يذكر له جموعا من الروم وما يتخوف منهم ، فكتب إليه عمر : أما بعد فإنه مهما يَنزلْ بعبد مؤمن من مَنزلة شدة يجعل الله بعدها فرجا ، وإنه لن يغلب عُسْر يسرين ، وإن الله تعالى يقول في كتابه : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }{[6500]} .

وقد روى الحافظ ابن عساكر في ترجمة عبد الله بن المبارك{[6501]} من طريق محمد بن إبراهيم بن أبي سكينة قال : أملى علي عبد الله بن المبارك هذه الأبيات بطرسوس ، وودعته للخروج ، وأنشدها معي إلى الفضيل بن عياض في سنة سبعين ومائة ، وفي رواية : سنة سبع وسبعين ومائة :

يا عابدَ الحرمين لَوْ أبْصَرْتَنا *** لَعَلمْتَ أنكَ في العبادِة تلعبُ

من كان يخضب خدَّه بدموعِه *** فَنُحورنا بدمائنا تَتَخضَّب

أو كان يُتْعِبُ خَيْلَه في باطلٍ *** فخُيولنا يومَ الصبِيحة تَتْعبُ

ريحُ العبيرِ لكم ونحنُ عبيرُنا *** وَهجُ السنابِك والغبارُ الأطيبُ

ولَقَد أتانا من مَقَالِ نبينا *** قول صَحيح صادق لا يَكْذبُ

لا يستوي وَغُبَارَ خيل الله في *** أنف امرئ ودخانَ نار تَلْهَبُ

هذا كتاب الله يَنْطق بيننا *** ليس الشهيدُ بمَيِّت لا يَكْذبُ

قال : فلقيت الفُضيل بن عياض بكتابه في المسجد الحرام ، فلما قرأه ذَرِفَتْ عَيْنَاهُ وقال : صَدَق أبو عبد الرحمن ، ونصحني ، ثم قال : أنت ممن يكتب الحديث ؟ قال : قلت : نعم قال : فاكتب هذا الحديث كرَاءَ حملك كتاب أبي عبد الرحمن إلينا . وأملى عَلَيّ الفُضيل بن عياض : حدثنا منصور بن المعتمر ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، أن رجلا قال : يا رسول الله عَلمني عملا أنال به ثواب المجاهدين في سبيل الله فقال : " هل تستطيع أن تُصَلِّي فلا تَفْتُر وتصومَ فلا تُفْطِر ؟ " فقال : يا رسول الله ، أنا أضْعَفُ من أن أستطيع ذلك ، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم : " فَوالَّذي نَفْسِي بِيَدِه لو طُوقْتَ ذلك ما بلغتَ المجاهدين في سبيل الله أوما عَلمتَ أن الفرس المجاهد ليَسْتَنُّ في طِوَله فيكتب له بذلك الحسنات " {[6502]} .

وقوله : { وَاتَّقُوا اللَّهَ } أي : في جميع أموركم وأحوالكم ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ [ بن جبل ]{[6503]} [ رضي الله عنه ]{[6504]} حين بعثه إلى اليمن : " اتَّق الله حَيْثُما كُنْتَ وأتْبع السيئَة الحسنة تَمْحُها وخالق الناس بخُلق حَسَنٍ " .

{ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } أي : في الدنيا والآخرة .

وقال ابن جرير : حدثني يونس ، أنبأنا ابن وهب أنبأنا أبو{[6505]} صخر ، عن محمد بن كعب القُرَظي : أنه كان يقول في قول الله عز وجل : { وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } واتقوا الله فيما بيني وبينكم ، لعلكم تفلحون غدا إذا لقيتموني .

آخر تفسير سورة آل عمران ، ولله الحمد والمنة ، نسأله الموت على الكتاب والسنة .


[6425]:في ر، أ، و، "يملون".
[6426]:زيادة من و.
[6427]:رواه مالك في الموطأ في قصر الصلاة برقم (55) ومن طريقه مسلم في صحيحه برقم (251) والنسائي في السنن الكبرى برقم (139).
[6428]:في جـ: "حجية"، وفي أ: "جحيفة".
[6429]:في أ: "سويد".
[6430]:في جـ، ر، أ، و: "أنزلت".
[6431]:زيادة من أ.
[6432]:ذكره السيوطي في الدر (2/417) وعزاه لابن مردويه.
[6433]:المستدرك (2/301) وقال: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه" وأقره الذهبي. ورواه الطبري في تفسيره (7/504) من طريق ابن المبارك عن مصعب بن ثابت عن داود من كلام أبي سلمة كما سيأتي.
[6434]:في ر: "فضل".
[6435]:تفسير الطبري (7/505) وفي إسناده المقبري: عبد الله بن سعيد، ضعيف ورمى بالكذب.
[6436]:تفسير الطبري (7/505، 506) ورواه البزار (1/223) "كشف الأستار" وقال: "لا نعلم يروى هذا عن جابر بغير هذا الإسناد" ورواه ابن حبان في صحيحه برقم (161) "موارد" كلاهما من طريق محمد بن سلمة عن خالد بن يزيد عن محمد بن سلمة به.
[6437]:في جـ، ر، أ، و: "عبد الله بن عبد السلام".
[6438]:في جـ، أ: "هل أدلكم".
[6439]:وفي إسناده الوازع بن نافع، قال ابن معين: ليس بثقة. وقال البخاري: منكر الحديث وتركه النسائي. وقال ابن عدي: عامة ما يرويه الوازع غير محفوظ. ميزان الاعتدال (4/327).
[6440]:في أ، و: "عنهما".
[6441]:صحيح البخاري برقم (2892).
[6442]:صحيح مسلم برقم (1913).
[6443]:في أ: "الختني".
[6444]:في جـ، ر: "ينمو".
[6445]:المسند (6/20) وسنن أبي داود برقم (2500) وسنن الترمذي برقم (1621) وصحيح ابن حبان (7/69) "الإحسان".
[6446]:في جـ، أ: "أبو".
[6447]:زيادة من جـ، ر، أ، و.
[6448]:في جـ، ر، أ، و: "كلهم عن عبد الله بن لهيعة".
[6449]:في أ: "له".
[6450]:المسند (3/157) وقال الهيثمي في المجمع (5/289): "فيه ابن لهيعة وحديثه حسن".
[6451]:مسند الحارث برقم (627) "بغية الباحث" ورواية عبد الله بن يزيد عن ابن لهيعة صحيحة، فهو ممن روى عنه قبل الاختلاط.
[6452]:في ر: "وابن سعيد".
[6453]:في أ، و: "أجر".
[6454]:سنن ابن ماجة برقم (2767) وقال البوصيري في الزوائد (2/391): "هذا إسناد صحيح رجاله ثقات".
[6455]:في ر: "وأومن".
[6456]:المسند (2/404).
[6457]:في ر، أ، و: "قال".
[6458]:المسند (6/362) وقال الهيثمي في المجمع (5/289): "رواه أحمد والطبراني من رواية إسماعيل بن عياش عن طريق المدنيين وبقية رجاله ثقات".
[6459]:في أ: "خير".
[6460]:المسند (1/64).
[6461]:المسند (1/61).
[6462]:سنن ابن ماجة برقم (2766) وقال البوصيري في الزوائد (2/390): "إسناده ضعيف".
[6463]:زيادة من و.
[6464]:في جـ: "أبي".
[6465]:في جـ، أ: "تركان".
[6466]:سنن الترمذي برقم (1667) ورواه النسائي في السنن (6/39).
[6467]:المسند (1/62).
[6468]:في جـ: "ألا".
[6469]:سنن الترمذي برقم (1665).
[6470]:في جـ: "قدم".
[6471]:صحيح مسلم برقم (1913) وسنن النسائي (3916).
[6472]:في جـ: "قال: حدثنا".
[6473]:في جـ: "يكتب".
[6474]:سنن ابن ماجة برقم (2768).
[6475]:في جـ، ر، أ: "وستين".
[6476]:في جـ، ر: "يوم اليوم".
[6477]:سنن ابن ماجة برقم (2770).
[6478]:سنن ابن ماجة برقم (2769) وقال البوصيري في الزوائد (2/394): "هذا إسناد ضعيف. صالح بن محمد ضعفه ابن معين وأبو زرعة وأبو حاتم والبخاري وأبو داود والنسائي وابن عدي وغيرهم".
[6479]:في ر: "الحنطلية".
[6480]:في ر، أ: "وشياههم".
[6481]:زيادة من جـ، أ.
[6482]:في جـ، أ، و: "قال".
[6483]:في جـ، أ، و: "تغرن".
[6484]:في جـ، ر، أ: "حيث أمرني رسول الله".
[6485]:سنن أبي داود برقم (2501) والنسائي في السنن الكبرى برقم (8870).
[6486]:في جـ، ر: "سمير".
[6487]:في جـ، ر، و: "الحنفي".
[6488]:في جـ، ر، أ، و: "قال".
[6489]:في جـ، ر: "فقلت".
[6490]:في أ، و: "التجيبي".
[6491]:المسند (4/134) وسنن النسائي (5/15).
[6492]:في أ: "زريق".
[6493]:سنن الترمذي برقم (1639).
[6494]:في ر: "رثان".
[6495]:المسند (3/437).
[6496]:زيادة من ر.
[6497]:في ر: "انتفش".
[6498]:صحيح البخاري برقم (2886).
[6499]:في ر: "المديني".
[6500]:تفسير الطبري (7/503) ورواه الحاكم في المستدرك (2/300) من طريق زيد بن أسلم به وقال: صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي.
[6501]:انظر: مختصر تاريخ دمشق لابن منظور (14/22).
[6502]:رواه أحمد في المسند (5/236).
[6503]:زيادة من أ.
[6504]:زيادة من و.
[6505]:في أ: "ابن".