بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{الٓرۚ تِلۡكَ ءَايَٰتُ ٱلۡكِتَٰبِ ٱلۡمُبِينِ} (1)

قوله تعالى : { الر تِلْكَ } وذلك أن اليهود والنصارى ، قالوا لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : سلوا صاحبكم عن انتقال يعقوب ، وأولاده من كنعان إلى مصر ، ومبدأ أمرهم ، فنزل : { الر } يقول : أنا الله أرى ، وأسمع سؤالهم إياك يا محمد ، عن هذه القصة . ويقال معناه : أنا الله أرى صنيع إخوة يوسف ، ومعاملتهم معه . ويقال : أنا الله أرى ما يرى الخلق ، وما لا يرى { تِلْكَ ءايات الكتاب } يعني : حججه وبراهينه . ويقال : هذه الآيات ، التي وعدتكم في التوراة ، أن أنزلها على محمد صلى الله عليه وسلم . وعدهم بأن ينزل عليه كتاباً ، في كثير من أوائل سوره حروف الهجاء . { المبين } يعني : مبين حلاله وحرامه . ويقال : بَيَّنَ فيه خبر يوسف وإخوته . وروى معمر ، عن قتادة ، قال : بَيَّنَ الله رشده وهداه .