قوله عز وجل : { وتولَّى عنهم وقال يا أسفَى على يوسف } فيه وجهان :
أحدهما : معناه واجزعاه{[1532]} قاله مجاهد ، ومنه قول كثير :
فيا أسفا للقلب كيف انصرافُه *** وللنفس لما سليت{[1533]} فتسلّتِ
الثاني : معناه يا جزعاه ، قاله ابن عباس . قال حسان بن ثابت يرثي رسول الله صلى الله عليه وسلم :
فيا أسفا ما وارت الأرض واستوت *** عليه وما تحت السلام{[1534]} المنضد
وفي{[1535]} هذا القول وجهان :
أحدهما : أنه أراد به الشكوى إلى الله تعالى ولم يرد به الشكوى منه رغباً إلى الله تعالى في كشف بلائه .
الثاني : أنه أراد به الدعاء ، وفيه قولان :
أحدهما : مضمر وتقديره يا رب ارحم أسفي على يوسف{[1536]} .
{ وابيضت عَيْنَاه من الحزن } فيه قولان :
أحدهما : أنه ضعف بصره لبياض حصل فيه من كثرة بكائه .
الثاني : أنه ذهب بصره ، قاله مجاهد .
{ فهو كظيم } فيه أربعة أوجه{[1537]} :
أحدها : أنه الكمد ، قاله الضحاك .
الثاني : أنه الذي لا يتكلم{[1538]} ، قاله ابن زيد .
الثالث : أنه المقهور ، قاله ابن عباس ، قال الشاعر :
فإن أك كاظماً لمصاب شاسٍ{[1539]} *** فإني اليوم منطلق لساني
والرابع : أنه المخفي لحزنه ، قاله مجاهد وقتادة ، مأخوذ من كظم الغيظ وهو إخفاؤه ، قال الشاعر :
فحضضت قومي واحتسبت{[1540]} قتالهم *** والقوم من خوفِ المنايا كظم
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.