قوله : { وَضَرَبَ الله مَثَلاً } ، يقول : وصف الله شبهاً ، { قَرْيَةً كَانَتْ ءامِنَةً مطمئنة } ، يعني : مكة من العدو ، { مُّطْمَئِنَّةً } ، من العدو ، أي : ساكنة مقيمة أهلها بمكة ، { يَأْتِيهَا رِزْقُهَا } ، أي : يحمل إليها طعامها ، ورزق أهلها { رَغَدًا مّن كُلّ مَكَانٍ } ، يعني : موسعاً من كل أرض ، يحمل إليها الثمار وغيرها ، { فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ الله } ، أي : طغت وبطرت . ويقال : كفرت بمحمد صلى الله عليه وسلم ، { فَأَذَاقَهَا الله لِبَاسَ الجوع } ، أي : عاقبهم الله تعالى سبع سنين . ومعنى اللباس هنا : سوء الحال ، واصفرار الوجوه ، { والخوف } ، يعني : خوف العدو ، وخوف سرايا النبي صلى الله عليه وسلم ، { بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ } ، أي : عقوبة لهم ، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا عليهم فقال : « اللَّهُمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ عَلَى مُضَرَ . اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا عَلَيْهِمْ سِنِينَ كَسِنِي يُوسُفَ » ، فاستجاب الله دعاءه ، فوقع القحط والجدوبة ، حتى اضطروا إلى أكل الميتة والكلاب . قال القتبي : أصل الذوق بالفم . ثم يستعار فيوضع موضع الابتلاء والاختيار ، { فَأَذَاقَهَا الله لِبَاسَ الجوع والخوف } ، يعني : ابتلاهم الله بالجوع والخوف ، وظهر عليهم من سوء آثارهم ، وتغير الحال عليهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.