بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَهُوَ ٱلَّذِي سَخَّرَ ٱلۡبَحۡرَ لِتَأۡكُلُواْ مِنۡهُ لَحۡمٗا طَرِيّٗا وَتَسۡتَخۡرِجُواْ مِنۡهُ حِلۡيَةٗ تَلۡبَسُونَهَاۖ وَتَرَى ٱلۡفُلۡكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبۡتَغُواْ مِن فَضۡلِهِۦ وَلَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ} (14)

ثم قال : { وَهُوَ الذى سَخَّرَ البحر } أي : ذلّل لكم البحر . ويقال : ذلّل لكم ما في البحر { لِتَأْكُلُواْ مِنْهُ } أي : من البحر { لَحْمًا طَرِيّا } أي : السمك الطري { وَتَسْتَخْرِجُواْ مِنْهُ } يعني : من البحر { حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا } يعني : لؤلؤاً تتزينون بها . يعني : زينة للنساء { وَتَرَى الفلك مَوَاخِرَ فِيهِ } أي : مقبلة ، ومدبرة فيه . ويقال : تذهب ، وتجيء بريح واحدة . وقال عكرمة : يعني : السفينة حين تشق الماء يقال : مخرت السفينة إذا جرت ، لأنها إذا جرت تشق الماء { وَلِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ } أي : لكي تطلبوا من رزقه ، حين تركبون السفينة للتجارة { وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } أي : لكي تشكروا الله فيما صنع لكم من النعمة .