بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{إِلَّآ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُۚ وَٱذۡكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلۡ عَسَىٰٓ أَن يَهۡدِيَنِ رَبِّي لِأَقۡرَبَ مِنۡ هَٰذَا رَشَدٗا} (24)

{ وَلاَ تَقْولَنَّ لِشَىْء إِنّى فَاعِلٌ ذلك غَداً * إِلاَّ أَن يَشَاء الله } ، يعني : إلا أن تستثني ، فتقول : إن شاء الله .

{ واذكر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ } ، يعني : إذا نسيت الاستثناء ، فاذكرها بعد ما ذكرت واستثن .

وهذا في غير اليمين ؛ وأما في اليمين ، فاتفق الفقهاء من أهل الفتوى أن الاستثناء لا يكون موصولاً إلا رواية عن ابن عباس ، روى عنه مجاهد قال : يستثني الرجل في يمينه متى ذكر . ثم قرأ : { واذكر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ } . وهذه الرواية غير مأخوذة .

وروى أبو هريرة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : « كَانَ لِسُلَيْمَانَ بنِ دَاودَ مِائةُ امْرأَة ، فَقَالَ : لأَطُوفَنَّ اللَّيلةَ عَلَيْهِنَّ جَمِيعاً وَكُلُّ امْرَأَةٍ تَأْتِي بِغُلاَمٍ يُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ الله ، وَنَسِيَ أَنْ يَقُولَ : إِنْ شَاءَ الله . فَلَمْ تَأْتِ وَاحِدَةٌ مِنْهُنَّ بِشَيْءٍ ، إِلاَّ امْرأَةٌ وَاحِدَةٌ أَتَتْ بِشِقِّ غُلامٍ . فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : وَالَّذِي نَفْسِي بِيِدِهِ ، لَوْ قَالَ : إِنْ شَاءَ الله ، لَوُلِدَ لَهُ ذَلِكَ وَكَانَ دَركاً له فِيْ حَاجَتِهِ » . ثم قال تعالى : { وَقُلْ عسى أَن *** يَهْدِيَنِى *** رَبّى } ، أي يرشدني { لاِقْرَبَ } ، أي لأسرع { مّنْ هذا } الميعاد الذي وعدت لكم ، { رَشَدًا } ؛ أي صواباً ؛ وهذا قول مقاتل ؛ وقال الزجاج : معناه عسى ربي أن يعطيني من الآيات والدلائل على النبوة ، ما يكون أقرب في الرشد وأدل على قصة أصحاب الكهف . قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو { أَن يَهْدِيَنِى } بالياء عند الوصل ، وقرأ الباقون بحذف الياء .