بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{قُلِ ٱللَّهُ أَعۡلَمُ بِمَا لَبِثُواْۖ لَهُۥ غَيۡبُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ أَبۡصِرۡ بِهِۦ وَأَسۡمِعۡۚ مَا لَهُم مِّن دُونِهِۦ مِن وَلِيّٖ وَلَا يُشۡرِكُ فِي حُكۡمِهِۦٓ أَحَدٗا} (26)

{ لَهُ غَيْبُ السموات والأرض } ، أي عالم بما لبثوا في رقودهم ؛ وقال الكلبي : { أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ } ، أي هو عالم بقصة أصحاب الكهف وغيرهم . { مَا لَهُم مّن دُونِهِ مِن وَلِىّ } ؛ أي أصحاب الكهف . { وَلاَ يُشْرِكُ فِى حُكْمِهِ أَحَدًا } ؛ قرأ ابن عامر { وَلاَ تُشْرِك } بالتاء على معنى المخاطبة ، وقرأ الباقون بالياء ، ومعناه أنه قد جرى ذكر علمه وقدرته ، وأعلم أنه لا يشرك في حكمه أحداً . كما قال : { عالم الغيب فَلاَ يُظْهِرُ على غَيْبِهِ أَحَداً * إِلاَّ مَنِ ارتضى مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً } [ الجن : 26/27 ] ، ومن قرأ بالتاء يقول : لا تنسبن أحداً إلى عالم الغيب ، ومعناه أنه لا يجوز لأحد أن يحكم بين رجلين بغير حكم الله ، فيما حكم أو دل عليه حكم الله ؛ فليس لأحد أن يحكم من ذات نفسه .