بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{فَكُلِي وَٱشۡرَبِي وَقَرِّي عَيۡنٗاۖ فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ ٱلۡبَشَرِ أَحَدٗا فَقُولِيٓ إِنِّي نَذَرۡتُ لِلرَّحۡمَٰنِ صَوۡمٗا فَلَنۡ أُكَلِّمَ ٱلۡيَوۡمَ إِنسِيّٗا} (26)

قيل لها : { فَكُلِى } من الرطب ، { واشربى } من النهر ، { وَقَرّى عَيْناً } ؛ أي طيبي نفساً بولادة عيسى . وقال الربيع بن خيثم ما للنفساء عندي دواء إلا الرطب ولا للمريض إلا العسل . ثم قال تعالى : { فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ البشر أَحَداً } ، يعني : إن رأيت أحداً من الناس ، { فَقُولِى } إن سألك أحد شيئاً فقولي : { إِنّى نَذَرْتُ للرحمن صَوْماً } ، يعني : صمتاً . وروي عن ابن عباس في بعض الروايات أنه كان يقرأ { إِنّى نَذَرْتُ للرحمن } . { صَوْماً فَلَنْ أُكَلّمَ اليوم إِنسِيّاً } ؛ يعني : قولي ذلك بالإشارة لا بالقول ، وكان المتقدمون يصومون من الكلام كما يصومون من الطعام .