بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{بَلَىٰۚ مَنۡ أَسۡلَمَ وَجۡهَهُۥ لِلَّهِ وَهُوَ مُحۡسِنٞ فَلَهُۥٓ أَجۡرُهُۥ عِندَ رَبِّهِۦ وَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ} (112)

{ بلى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ } ، معناه بل يدخل الجنة غيركم ، من أسلم وجهه لله ، أي من أخلص دينه لله وآمن بمحمد صلى الله عليه وسلم { وَهُوَ مُحْسِنٌ } في عمله ، { فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبّهِ } ، أي ثوابه في الجنة . { وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ } من العذاب حين يخاف أهل النار ، { وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } حين يحزن أهل النار . ويقال : ولا هم يحزنون على ما فاتهم من أمر الدنيا . ويقال : الخوف إنما يستعمل في المستأنف ، والحزن في الماضي ، كما قال الله تعالى : { لِّكَيْلاَ تَأْسَوْاْ على مَا فَاتَكُمْ وَلاَ تَفْرَحُواْ بِمَا آتاكم والله لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ } [ الحديد : 23 ] ويقال : الخوف ثلاثة : خوف الأبد ، وخوف العذاب على الانقطاع ، وخوف الحشر والحساب . فأما خوف الأبد فيكون أمناً للمسلمين ، وخوف العذاب على الانقطاع يكون أمناً للتائبين ، وخوف الحشر والحساب يكون أمناً للمحسنين . والمحسنون يكونون آمنين من ذلك .