ثم قال تعالى : ( وَقَالَ الذِينَ اتَّبَعُوا لَوَانَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ ) [ 166 ] .
أي : وقال الأتباع : لو أن لنا رجعة إلى الدنيا فنبرأ من هؤلاء القادة الجبابرة الذين اتبعناهم في الدنيا على الشرك كما تبرأوا منا الآن .
ثم قال : ( كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ )/[ 166 ] .
أي : كما أراهم الله العذاب وتبرأ( {[5129]} ) بعضهم من بعض كذلك( {[5130]} ) يريهم/أعمالهم حسرات عليهم : أي ندامات .
والمعنى : كذلك يريهم الله عذاب أعمالهم السيئة ليتحسروا على عملها . قاله الربيع وابن زيد( {[5131]} ) . وهو اختيار الطبري( {[5132]} ) .
وقيل : المعنى : كذلك يريهم الله ثواب أعمالهم التي افترضها الله عليهم في/الدنيا فضيعوها ، ولم يعملوا بها ليتحسروا على تركها( {[5133]} ) .
قال السدي : " يرفع الله لهم الجنة فينظرون إليها وإلى بيوتهم فيها لو أنهم أطاعوا الله ، فيقال لهم : تلك مساكنكم( {[5134]} ) لو أطعتم( {[5135]} ) الله ، ثم تقسم بين المؤمنين فيريهم الله ذلك ، فذلك( {[5136]} ) حين يندمون " ( {[5137]} ) . وقال ابن مسعود : " ليس من نفس إلا وهي تنظر إلى بيت في الجنة وبيت في النار وهو يوم الحسرة ؛ فيرى أهل النار البيت الذي( {[5138]} ) في الجنة( {[5139]} ) فيقال لهم : لو عملتم( {[5140]} ) ، فتأخذهم الحسرة . ويرى أهل الجنة البيت الذي في النار ، فيقال لهم : لولا( {[5141]} ) أن الله مَنَّ عليكم " ( {[5142]} ) .
فالمعنى على هذا : كذلك يريهم الله ثواب أعمالهم التي كانت/تلزمهم في الدنيا فتركوها وضيعوها حسرات عليهم .
والحسرة( {[5143]} ) في اللغة : أشد الندامة( {[5144]} ) .
ثم قال : ( وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ ) [ 166 ] .
أي : ليسوا يخرجون من النار أبداً ، يعني به القوم الذين تقدمت صفتهم وتبرأ بعضهم من بعض ، وتمنى بعضهم الرجعة إلى الدنيا . وهذه الآية تدل على فساد قول من زعم أن عذاب الله عز وجل للكفار له نهاية( {[5145]} ) .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.