بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَٱسۡتَعِينُواْ بِٱلصَّبۡرِ وَٱلصَّلَوٰةِۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى ٱلۡخَٰشِعِينَ} (45)

{ واستعينوا بالصبر والصلاة } ، أي استعينوا { بالصبر } على أداء الفرائض وبكثرة الصلاة على تمحيص الذنوب . ويقال : استعينوا بالصبر على نصرة محمد صلى الله عليه وسلم . وقال مجاهد : { استعينوا بالصبر والصلاة } يعني بالصوم والصلاة ، وإنما سمي الصوم صبراً لأن في الصوم حبس النفس عن الطعام والشراب والرفث . وقد قيل الصبر على ثلاثة أوجه : صبر على الشدة والمصيبة ، وصبر على الطاعة وهو أشد من الأول وأكثر أجراً ، وصبر عن المعصية وهو أشد من الأول والثاني ، وأجره أكثر من الأول . وفي هذا الموضع أراد الصبر على الطاعة . قوله تعالى : { وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ } ، أي الاستعانة ويقال : الصلاة لكبيرة أي ثقيلة { إِلاَّ عَلَى الخاشعين } ، أي المتواضعين . ويقال : الذليلة قلوبهم .