محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{وَٱسۡتَعِينُواْ بِٱلصَّبۡرِ وَٱلصَّلَوٰةِۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى ٱلۡخَٰشِعِينَ} (45)

/ { واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين 45 } .

{ واستعينوا بالصبر } أي على الوفاء بالعهد { والصلاة } أي التي سرها خشوع القلب للرب . فإنها من أكبر العون على الثبات في الأمر . قال ابن جرير : أي استعينوا على الوفاء بعهدي الذي عاهدتموني في كتابكم من طاعتي وإتباع أمري وترك ما تهوونه من الرياسة وحب الدنيا إلى ما تكرهونه من التسليم لأمري وإتباع رسولي محمد صلى الله عليه وسلم بالصبر عليه والصلاة . فالآية متصلة بما قبلها . كأنهم لما أمروا بما شق عليهم لما فيه من الكلفة وترك الرياسة والإعراض عن المال عولجوا بذلك . { وإنها } الضمير للصلاة . وتخصيصها برد الضمير إليها لعظم شأنها واشتمالها على ضروب من الصبر ؛ وجوَّز عود الضمير على الاستعانة بهما { لكبيرة } لشاقة ثقيلة ، كقوله تعالى : { كبر على المشركين ما تدعوهم إليه } {[577]} { إلا على الخاشعين } .


[577]:[42/ الشورى/ 13] ونصها: {* شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم إليه الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب 13}.