وقوله تعالى : { واتقوا يَوْمًا } ، أي واخشوا عذاب يوم { لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئًا } ، يعني لا تغني في ذلك اليوم نفس مؤمنة عن نفس كافرة ، وذلك أنهم كانوا يقولون : نحن من أولاد إبراهيم خليل الله ، ومن أولاد إسحاق والله تعالى يقبل شفاعتهما فينا ، فنزلت هذه الآية : { لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئًا } ، أي لا تغني نفس مؤمنة عن نفس مؤمنة ولا نفس كافرة عن نفس كافرة . { وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شفاعة } ، أي من نفس كافرة يعني لا ينفع فيها شافع ولا ملك ولا رسول لغير أهل القبلة . قرأ ابن كثير وأبو عمرو { وَلاَ تَقْبَلُواْ } بالتاء ، لأن الشفاعة مؤنثة ؛ وقرأ الباقون بالياء ، لأن تأنيثه ليس بحقيقي ، وما لم يكن تأنيثه حقيقياً جاز تذكيره ، وكقوله عز وجل : { الذين يَأْكُلُونَ الربا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الذي يَتَخَبَّطُهُ الشيطان مِنَ المس ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قالوا إِنَّمَا البيع مِثْلُ الربا وَأَحَلَّ الله البيع وَحَرَّمَ الربا فَمَن جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِّنْ رَّبِّهِ فانتهى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى الله وَمَنْ عَادَ فأولئك أصحاب النار هُمْ فِيهَا خالدون } [ البقرة : 275 ] ثم قال تعالى : { وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ } ، أي لا يقبل الفداء من نفس كافرة كما قال في موضع آخر { فلن يقبل من أحدهم ملء الأرض ذهبا } [ آل عمران : 91 ] ، ويقال : لو جاءت بعدل نفسها رجلاً مكانها لا يقبل منها . { عَدْلٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ } ، يقول : ولا هم يمنعون من العذاب .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.