قوله : ( بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ ) [ 44 ] .
الصبر الصيام . وأصل الصيام الحبس( {[1866]} ) .
وقيل : معناه اصبروا على ما تكرهه نفوسكم من الطاعة والعمل .
وفي( {[1867]} ) رواية أبي صالح عن ابن عباس : " معناه بالصبر على أداء الفرائض ، وبالصلاة على تمحيص( {[1868]} ) الذنوب " .
وقال مقاتل( {[1869]} ) : " معناه استعينوا بهما على طلب الآخرة " ( {[1870]} ) .
وقال مجاهد وغيره : " الصبر( {[1871]} ) الصوم( {[1872]} ) " .
وقيل : معناه : أصبروا أنفسكم عن المعاصي ، أي أحبسوها .
وذكر الصلاة ها هنا لما فيها من الذكر والخشوع . وكان رسول الله [ صلى الله عليه وسم ]( {[1873]} ) " إذا حَزَبَهُ( {[1874]} ) أَمْرٌ فَزَعَ إلى الصَّلاَةِ( {[1875]} ) " وقال الله( {[1876]} ) : ( إِنَّ الصَّلاَةَ تَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ )( {[1877]} ) فهي مما /يستعان بها على/ ترك المعاصي وفعل الخير/ كله .
وكان ابن عباس إذا أصيب بمصيبة توضأ ، وصلى ركعتين ثم قال : " اللهم قد فعلنا ما أمرتَنا فأنجز لنا ما وعدتَنا " ( {[1878]} ) .
وقال أبو العالية : " معناه واستعينوا بالصبر والصلاة على مرضاة الله ، فإنهما من طاعته " ( {[1879]} ) .
قوله : ( وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ ) [ 44 ] .
إنما وُحِّد ، وأتى بضمير الصلاة لأن المعنى قد عرف ، وكانت الصلاة أولى لقربها و( {[1880]} ) " لجمعها الخير " ( {[1881]} ) ، ولأنها أقرب إلى الضمير .
وقيل : المعنى : وإن إجابة محمد صلى الله عليه وسلم لكبيرة ، فالهاء تعود على إجابته/ لأن الصبر والصلاة مما كان يدعو إليه ويأمر به( {[1882]} ) .
ومعنى " كبيرة " ثقيلة شديدة( {[1883]} ) ، إلا على الخاشعين وإلا على الذين هدى الله .
والخاشع الخائف من الله( {[1884]} ) . وأصله التواضع ، والتذلل ، والاستكانة .
وقيل : الهاء في " إنها " تعود على تولية الكعبة( {[1885]} ) .
وقيل : تعود على الاستعانة ودل عليه " استعينوا " ( {[1886]} ) .
قوله : ( عَلَى العَالَمِينَ ) [ 46 ] .
أي على( {[1887]} ) عالم [ أهل ذلك الزمان( {[1888]} ) ] وذلك أنه فضلهم بالرسل والكتب .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.