{ وَإِذْ نجيناكم مّنْ آلِ فِرْعَوْنَ } إنما خاطبهم وأراد به آباءهم ، لأنهم يتبعون آباءهم فأضاف إليهم . ومعناه واذكروا إذ نجيناكم من قوم فرعون { يَسُومُونَكُمْ سُوء العذاب } أي يعذبونكم بأشد العذاب وأقبح العذاب . ويقال في اللغة : سامه الخسف ، إذا أولاه الهوان . يعني يولونكم بأشد العذاب . ثم بيّن العذاب فقال تعالى : { يُذَبّحُونَ أَبْنَاءكُمْ } الصغار { وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ } ، أي ويستخدمون نساءكم . وأصله في اللغة : من الحياة ، يقال : استحيا ، يستحيي إذا تركه حيّاً . وكانوا يذبحون الأولاد ، ويتركون النساء أحياء للخدمة ، وذلك لأن فرعون قالت له كهنته : يولد في بني إسرائيل مولود ينازعك في ملكك ، فأمر بأن يذبح كل مولود يولد في بني إسرائيل وتترك البنات .
قوله تعالى : { وَفِي ذلكم بَلاء } ، يعني : في إنجاء الله تعالى من ذبح الأولاد واستخدام النساء نعمة لكم { مِّن رَّبّكُمْ عَظِيمٌ } ، فالبلاء : يكون عبارة عن النعمة ، ويكون أيضاً عبارة عن البلية والشدة ؛ وأصله من الابتلاء والاختيار يكون بهما جميعاً . فإن أراد به النعمة ، فمعناه { وَفِي ذلكم بَلاء مِّن رَّبّكُمْ } ، أي اتجاه الله من ذبح الأولاد واستخدام النساء نعمة لكم من ربكم عظيم وإن أراد به العذاب ، فمعنى { وَفِي ذلكم بَلاء } أن في ذبح الأبناء واستخدام النساء بلاء لكم من ربكم عظيم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.