{ فاصبر على مَا يَقُولُونَ } ، يعني : على ما يقول أهل مكة من تكذيبهم إياك . { وَسَبّحْ بِحَمْدِ رَبّكَ } ، يعني : صل لربك واعمل بحمد ربك وبأمره { قَبْلَ طُلُوعِ الشمس } يعني : صلاة الفجر وقبل غروبها ، يعني : صلاة العصر ؛ ويقال : صلاة الظهر والعصر . وروى جرير ، عن عبد الله البجلي ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : « سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ القَمَرَ لَيْلَةَ البَدْرِ ، لا تُضَامٌّونَ فِي رُؤْيَتِهِ يعني : لا تزدحمون ، مأخوذ من الضم أي : لا ينضم بعضكم إلى بعض في رؤيته بظهوره كما في رواية الهلال . ويروى لا تضامون بالتخفيف وهو الضم أي : الظلم ، أي : لا يظلم بعضكم في رؤيته بأن يراه البعض دون البعض فَإنِ اسْتَطَعْتُمْ أنْ لا تُغْلَبُوا عَنِ الصَّلاةِ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا فَافْعَلُوا » . ثم قرأ هذه الآية { فَسَبّحْ بِحَمْدِ رَبّكَ } .
{ قَبْلَ طُلُوعِ الشمس وَقَبْلَ غُرُوبِهَا } ، على معنى التأكيد للتكرار { وَمِنْ ءانَاء الليل } ، يعني : ساعات الليل . { فَسَبّحْ } ، يعني : صلاة المغرب والعشاء ، { وَأَطْرَافَ النهار } ؛ يعني : غدوة وعشية . { لَعَلَّكَ ترضى } ؛ يعني : لعلك تعطى من الشفاعة حتى ترضى . قرأ الكسائي وعاصم في رواية أبي بكر { ترضى } بضم التاء على فعل ما لم يسم فاعله ، والباقون بالنصب يعني : ترضى أنت ؛ وقال أبو عبيدة : وبالقراءة الأولى نقرأ بالضم ، لأن فيها معنيين أحدهما ترضى أي : تعطى الرضا ، والأخرى ترضى أي يرضاك الله . وتصديقه قوله تعالى : { وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بالصلاة والزكواة وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ مَرْضِيّاً } [ مريم : 55 ] ؛ وليس في الأخرى وهي القراءة بالنصب ، إلا وجه واحد .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.