{ فاصبر على ما يقولون } من أنك ساحر كذاب شاعر كاهن ونحو ذلك من مطاعنهم الباطلة ، والمعنى لا تحتفل بهم فإن لعذابهم وقتا مضروبا بألا يتقدم ولا يتأخر ، وأنهم معذبون لا محالة فتسلّ واصبر . وقيل هذا منسوخ بآية القتال . وقيل إنها محكمة . قال الشهاب : الفاء سببية ، والمراد بالصبر عدم الاضطراب لما صدر عنهم لا ترك القتال حتى تكون الآية منسوخة .
{ وسبح بحمد ربك } أي متلبسا بحمده ، قال أكثر المفسرين : والمراد الصلوات الخمس كما يفيده قوله : { قبل طلوع الشمس } فإنه إشارة إلى صلاة الفجر { وقبل غروبها } فإنه إشارة إلى صلاة العصر . وفي صحيح مسلم وسنن أبي داوود والنسائي عن عمارة بن روبية سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يقول : ( لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ) {[1196]} .
{ ومن آناء الليل } العتمة والمراد بالآناء الساعات ، وهي جمع إناء بالكسر والقصر وهو الساعة ، ومعنى { فسبح } فصلّ المغرب والعشاء ، والفاء إما عاطفة على مقدر ، أو واقعة في جواب شرط مقدر أو زائدة . قال ابن عباس : وهي الصلاة المكتوبة .
وفي الصحيحين وغيرهما من حديث جرير قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ( إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته ، فإن استطعتم أن لا تغلبوا عن صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا ) ، وقرأ هذه الآية{[1197]} .
{ وأطراف النهار } أي في طرفي نصفيه أي في الوقت الذي يجمع الطرفين وهو وقت الزوال فهو نهاية للنصف الأول وبداية للنصف الثاني ، والمراد صلاة الظهر لأن الظهر في آخر طرف النهار الأول وأول طرف النهار الآخر . وقيل إن الإشارة إلى صلاة الظهر هي بقوله : { وقبل غروبها } لأنها هي وصلاة العصر قبل غروبها . وقيل المراد بالآية صلاة التطوع .
ولو قيل ليس في الآية إشارة إلى الصلاة بل المراد التسبيح في هذه الأوقات أي قول القائل سبحان الله لم يكن ذلك بعيدا من الصواب ، والتسبيح وإن كان يطلق على الصلاة لكنه مجاز ، والحقيقة أولى إلا لقرينة تصرف ذلك إلى المعنى المجازي ، وجمع الأطراف وهما طرفان لأمن الالتباس .
{ لعلك ترضى } أي سبح في هذه الأوقات رجاء أن تنال عند الله سبحانه ما ترضي به نفسك من الثواب ، هذا على قراءة الجمهور ، وقرئ ترضي بضم التاء أي يرضيك ربك وتعطى ما يرضيك .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.