بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَلَا تَمُدَّنَّ عَيۡنَيۡكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعۡنَا بِهِۦٓ أَزۡوَٰجٗا مِّنۡهُمۡ زَهۡرَةَ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا لِنَفۡتِنَهُمۡ فِيهِۚ وَرِزۡقُ رَبِّكَ خَيۡرٞ وَأَبۡقَىٰ} (131)

ثم قال عز وجل : { وَلاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إلى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أزواجا مّنْهُمْ } ، يعني : لا تنظر بالرغبة إلى ما أعطينا رجالاً منهم من الأموال والأولاد . { زَهْرَةَ الحياة الدنيا } ، يعني : فإن زينة الدنيا . { لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ } ، يعني : لنبتليهم بالمال وقلة الشكر . { وَرِزْقُ رَبّكَ } ، أي : جنة ربك { خَيْرٌ } من هذه الزينة التي في الدنيا ، { وأبقى } ؛ أي : وأدوم . قال الفقيه أبو الليث رحمه الله : حدّثنا محمد بن الفضل . قال : حدّثنا إسماعيل بن جعفر . قال : حدّثنا إبراهيم بن يوسف . قال : حدّثنا وكيع ، عن موسى بن عبيدة ، عن يزيد بن عبد الله ، عن أبي رافع قال : نزل بالنبي صلى الله عليه وسلم ضيف فبعثني إلى يهودي أن يبيعنا أو يسلفنا إلى أجل ، فقال اليهودي : لا والله إلاَّ بِرَهْنٍ . فرجعت إليه فأخبرته فقال : « لَوْ بَاعَنِي أوْ أْسْلَفَنِي لَقَضَيْتُهُ ؛ وإنِّي لأَمِينٌ فِي السَّمَاءِ وَأمِينٌ فِي الأرض ، اذْهَبْ بِدِرْعِي الحَدِيدِيِّ » فذهبت بها فنزل من بعدي هذه الآية تعزية عن الدنيا { وَلاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إلى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أزواجا مّنْهُمْ } إلى آخر الآية .