بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{ثَانِيَ عِطۡفِهِۦ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِۖ لَهُۥ فِي ٱلدُّنۡيَا خِزۡيٞۖ وَنُذِيقُهُۥ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ عَذَابَ ٱلۡحَرِيقِ} (9)

{ ثَانِىَ عِطْفِهِ } ، يعني : لاوي عنقه عن الإيمان ، وهو على وجه الكِنَايَةِ ، ومعناه يجادل في الله بغير علم متكبراً ؛ ويقال { ثَانِىَ عِطْفِهِ } ، أي معرضاً عنه . { لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ الله } ؛ قرأ ابن كثير وأبو عمرو : { لِيُضِلَّ } بنصب الياء ، يعني : ليعرض عن دين الله عز وجل ، والباقون بالضم ، يعني : ليصرف الناس عن دين الإسلام . قال الله تعالى : { لَهُ فِى الدنيا خِزْىٌ } ، يعني : النضر بن الحارث قتل يوم بدر صبراً ، { وَنُذِيقُهُ يَوْمَ القيامة عَذَابَ الحريق } ؛ يعني : عذاب النار فأخبر الله تعالى أن ما أصابه في الدنيا من الخزي ، لم يكن كفارة لذنوبه .